قصة أول شهيد في حرب أكتوبر.. جسمه لم يتحلل

أول شهيد في حرب أكتوبر
أول شهيد في حرب أكتوبر

كانت ساعة "الصفر" بتلقى كل الوحدات العسكرية إشارة الضرب فى السادس من أكتوبر عام 1973، لينطلق الجميع للبدء فى معركة الكرامة.

اقرأ أيضا|ساعات النصر ودموع الغفران.. بطولات الصاعقة لـ«نصر أكتوبر 73»

انتقلت « بوابة أخبار اليوم» إلى منزل أسرة الشهيد، أول شهيد مصري في حرب أكتوبر 1973، وذلك بحسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية ويوميات القتال لدى قادة الوحدات المتقدمة وقت الحرب، فدفع حياته ثمنًا للنصر، وضحى بالغالي والنفيس من أجل رفعة الوطن.. إنه الرقيب محمد حسين محمود سعد.


 لكشف أسرار جديدة عن حياته ورسالته الأخيرة لأسرته قبل رحيله لساحة المعركة واستشهاده على يد العدو الصهيوني، فيقول عبد الحميد حسين مسعد، شقيق الشهيد: " قبل خروج أخي تحدث مع والدته وقال لها ادعي لي يا أمي، فأنا ذاهب إلى الجيش، فلم يكن منها سوى أن قالت له روح أنت في أمان الله".
 

وأضاف "عبد الحميد"، أن الشهيد كان يعمل مهندسًا زراعيًا وانتهى من سنة الجيش، ثم جاء له استدعاء وذهب عقب وداعه أسرته، مستعيدًا ذكرياته مع شقيقه قائلاً: "كان دائما ما يداعبني وهو أصغر مني في السن، بأنه سوف يصبح في ذات يوم مثلي ويرتدي البدلة العسكرية، فكان كل طموحاته وأحلامه هي أن يرتدي البدلة العسكرية، وتحقق ذلك عندما انتهى من دراسته، وذهب مسرعًا ليلتحق بصفوف القوات المسلحة، ثم انتهي من مدة تجنيده، وبعدها بفترة تم استدعاءه للجيش، فلم يتردد ولو برهة، فودعني بالأحضان، وودع زوجته بعد زواج 15 يومًا فقط، فقد تزوج في نصف شعبان وذهب في رمضان واستشهد".


وأشار شقيق الشهيد، إلى أن خبر استشهاد محمد لم يكن معروفًا لدى الأسرة، فقد عرفه وحده وحصل على جواب بأنه أول من استشهد أثناء عبور القناة، مضيفًا: "كان هناك لغم ضرب في المدرعة التي كان يركبها فانقلبت به في مياه القناة مع زملائه، ولكن أخي استشهد على الفور، وصديقه نجا واستطاع الصعود، وأثناء ذهابه إلى الكتيبة تم استهدافه من قبل العدو الصهيوني واستشهد هو الآخر".


وبعينين تملؤهما الدموع، أردف: "كان الشهيد أخي وصديقي، وعندما تلقيت خبراستشهاده، زاد حماسي ورغبتي في الانتقام من العدو الصهيوني، فطلبت من قائدي في الكتيبة إجازة لحضور جنازته وأخبرت الأسرة بما حدث، وتم دفنه في الإسماعيلية بملابسه العسكرية، فالشهيد لا يغسل، وبعدها بـ14 شهرًا، تقدمت بطلب لنقل جثمانه من المقابر بالإسماعيلية إلى مدينة سنديون التابعة لمركز قليوب بمحافظة القليوبية، حتى يكون قريبًا من بيته لكي تستطيع والدته أن تذهب إليه وتقرأ له الفاتحة، خاصة أنها تخطت 90 عامًا، فقد عاشت والدته 104 أعوام، وبالفعل تم الموافقة على نقل جثمانه الذي لم يتحلل، بل ظل كاملا بعد مضي 14 شهرا من دفنه".


"الدولة والجيش لم ينسوا أخي".. بتلك الكلمات استكمل شقيق الشهيد حديثه، قائلاً: "كان للدولة دور كبير في تخليد ذكرى شقيقي من خلال كتابة اسمه على بعض الشوارع الرئيسية في سنديون، كما تم تغيير اسم مدرسة باسمه تخليدا له، بجانب تكليف الدكتور علاء عبدالحليم محافظ القليوبية، الوحدة المحلية بسنديون بتجميل مقبرته، وجاء المحافظ في يوم 6 أكتوبر ووضع عليها الورود وقرأ له الفاتحة".


من جانبه، قال "عم سيد" ابن عم الشهيد، إن البطل الشهيد كان من أبطال القوات المسلحة، ويوم تلقينا خبر استشهاده خيم الحزن على قرية سنديون بالكامل، وخرج الأهالي جميعا في مشهد مهيب لتقديم التحية للشهيد، فلم يكن هناك موضع قدم في جنازة الشهيد، لأن الجميع حاضر ويدعو له.


وأضاف: "كنا بنردد هو البطل هو البطل، أثناء تشيع جنازته من مسقط رأسه في سنديون، وأقامت القرية الاحتفالات له وتعالت الزغاريد لحظة دفنه بكل ملابسه العسكرية".

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي