بعد اشتباكات الخميس.. حداد عام وهدوء نسبي في بيروت وانتشار مكثف للجيش اللبناني

 شبح الحرب الأهلية يخيم على بيروت
شبح الحرب الأهلية يخيم على بيروت

أصدر رئيس مجلس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى، قرارًا، اليوم الجمعة، بإعلان الحداد العام لمدة يوم على أرواح الشهداء الذين سقطوا نتيحة الأحداث الدامية التى شهدتها العاصمة بيروت، أمس، بحيث تُقفل جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة.

وقال رئيس لبنان، ميشال عون، فى كلمة وجهها إلى البنانيين: «ما شهدناه فى منطقة الطيونة
 مشهد مؤلم وغير مقبول، بصرف النظر عن الأسباب والمسببين». 


وشدد: «ليس مقبولا أن يعود السلاح لغة تخاطب بين الفرقاء اللبنانيين لأننا جميعا اتفقنا على أن نطوى هذه الصفحة السوداء من تاريخنا».

وقال: "تعزيتى إلى ذوى الضحايا الأبرياء الذين سقطوا اليوم برصاص مجرمين، أعادنا بالذاكرة إلى أيام طويناها، وقلنا: تنذكر وما تنعاد".

واختتم:"إنّنى أطمئن اللبنانييّن أنّ عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ونحن ذاهبون باتجاه الحل وليس فى اتجاه أزمة. وإننى بالتعاون مع رئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب لن نتساهل ولن نستسلم إلى أيّ أمر واقع يمكن أن يكون هدفه الفتنة التى يرفضها جميع اللبنانيين".

وساد أمس هدوء نسبى فى منطقة الطيونة وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد ساعات من التوترات وإطلاق النار، فيما واصل الجيش اللبنانى انتشاره فى المنطقةز

واعتقل عددا من الأشخاص بعد الاشتباكات التى أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، وسط دعوات من عواصم عربية ودولية إلى التهدئة.

وكانت منطقة الطيونة شهدت، يوم الخميس، اشتباكات أدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة عشرات آخرين، أثناء تظاهرة ضد المحقق العدلى فى قضية تفجير مرفأ بيروت، القاضى طارق بيطار. 


وإثر الاشتباكات، قال الرئيس اللبنانى ميشال عون، إنه لن يسمح لأى طرف باختطاف البلاد كرهينة، مشددا على أن الأحداث التى شهدتها العاصمة ستخضع للتحقيق من أجل محاسبة المسئولين عنها.

من ناحية أخرى، نفى حزب القوات اللبنانية تورطه فى إطلاق النار الكثيف الذى وقع فى بيروت ودعا رئيسه سمير جعجع إلى إجراء تحقيقات كاملة ودقيقة لتحديد المسئوليات فى الأحداث التى شهدتها بيروت.

وأشار جعجع، إلى أن هذه الأحداث وخصوصا ما وقع فى منطقة الطيونة حصلت بسبب التظاهرات وفوضى السلاح المنفلت

فى ردود الفعل الدولية، أكد مسئول بالاتحاد الأوروبى امس، أن ما حدث فى لبنان كان محزنا والتحقيق يجب أن يتم دون تدخل.

وصرح: «سنفرض عقوبات على معرقلى العملية السياسية فى لبنان وسنبحث الأسماء». 


واعتبر المسئول الأوروبى، أن الشعب اللبنانى يستحق إجابات شرعية حول تفجير المرفأ، مستدركا «نوصل رسائل لسياسى لبنان بضرورة إجراء إصلاحات».

كما أعربت روسيا عن قلقها إزاء التصعيد الأخير فى لبنان، مبدية أملها فى أن تتمكن السلطات اللبنانية من احتواء الأزمة. 


وذكرت الخارجية الروسية، فى بيان أصدرته أمس الجمعة، أن تصعيد التوترات السياسية فى لبنان يثير بالغ قلق موسكو.

 

وقدمت الخارجية الروسية تعازيها إلى أقارب وأهالى ضحايا اشتباكات بيروت، مضيفة: «ندعو جميع الساسة فى لبنان إلى ضبط النفس وتوخى الحكمة والعودة إلى العمل البناء بما يخدم مصلحة حل المسائل الحالية المطروحة على الأجندة الوطنية، استنادا إلى الاحترام المتبادل والتوافق دون أى تدخل خارجى».

وعلى الصعيد العربى، صرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، 
أن مصر تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع فى لبنان وتأسف لما شهدته الساحة اللبنانية من أحداث اليوم. 

وأضاف المتحدث الرسمى، أن «مصر تدعو جميع الأطراف اللبنانية إلى ضبط النفس والابتعاد عن العنف تجنباً لشرور الفتنة وإعلاء للمصلحة الوطنية العليا للبنان وشعبه فى إطار الالتزام بمحددات الدستور والقانون بما يصون استقرار البلاد وأمنها ويحفظ مقدرات شعبها الشقيق ويخرجه من دائرة الأزمات المفرغة».

وأصدرت الخارجية السعودية، بيانا بشأن الأحداث الجارية فى لبنان، معربة عن أملها فى استقرار الأوضاع بأسرع وقت. 

وأوضحت الخارجية السعودية، أنها «تتابع باهتمام الأحداث الجارية فى الجمهورية اللبنانية، وتعرب عن أملها فى استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت».

 

وأهابت سفارة دولة الكويت فى بيروت، بالمواطنين الكويتيين المتواجدين فى لبنان التزام الحيطة والحذر والابتعاد عن مواقع التجمعات والاضطرابات الأمنية.