«تشرنوبل» و«بومبي القديمة».. مدن تحولت إلى قرى أشباح | صور

مدن تحولت إلى قرى أشباح
مدن تحولت إلى قرى أشباح

تنوعت الأسباب والنتيجة واحدة.. مدن وقرى أصبحت مهجورة أو منسية تعيش فيها الأشباح والخيالات كانت في يوما ما مليئة بالحياة والسكان وتغيرت في لحظة فاصلة ربما واجهت فيها كارثة طبيعية غير متوقعة عجزت عن الوقوف أمامها صامدة فقضت على سكانها أو تعرضت لتلوث غير طبيعي يهدد حياة من يبقى فيها أو ربما انتهى السبب التي تم بنائها لأجله ففي كل مدينة ستجد قصة مخفية ورائها وألغاز مرتبطة بها لم تكشف عنها بعد.

ومن تلك المدن صاحبة القصص والألغاز:

-  بومبي القديمة:

"بومبي" هي تلك المدينة الرومانية التي تقع بالقرب من خليج نابولي في إيطاليا على سفح جبل بركان "فيزوف" والذي يبلغ ارتفاعه حوالي 1200 متر تلك المدينة المدمرة لم تتمكن من الصمود أمام كارثة طبيعية مفاجئة قضت عليها وعلى كل سكانها لتكون مجرد أثر وحتى لم يتم استكمال اكتشافه بعد.

ففي لحظة من عام 79 ميلاديا توقفت المدينة والتي كان يبلغ تعداد سكانها حوالي 20 ألف نسمة عن الحياة عندما ثار فجأة وبشكل عنيف البركان القريب من جبل "فيزوف" لتتغطى المدينة بالحمم البركانية التي وصلت درجة حرارتها إلى 480 درجة وبالدخان الذي غير معالم الوقت فيأتي الظلام الدامس في منتصف النهار وتختفي نهائيا بالرماد والذي وصل حتى عمق 20 قدم.

وفي القرن الـ 18 أي بعد أكثر من 1600 سنة تم اكتشاف المدينة المدمرة والتي ظلت في طي النسيان حتى عام 1748 من جديد والتي لم يتبقى منها سوى آثارها القديمة ومع محاولات إزالة الرماد الذي تحول إلى غطاء اسمنتي طبيعي على المدينة ومعالمها وبعد اكتشاف أجزاء منها تم العثور على أكثر من 1100 جثة متحجرة من سكان المدينة وكذلك جثث الحيوانات من خيول وكلاب باشكالهم وموقعهم الذي توفوا فيه.   

فيمكنك رؤية مجموعات صغيرة من السكان متجمعين في لحظة الموت ورؤية الأزواج والزوجات يمسكون ويحتضنون ببعضهم البعض بشدة وتشبث الأطفال الصغار بشكل يائس بوالديهم خوفا وألما وترقبا للحظة الموت كما يمكنك التعرف على العمارة الرومانية والحياة الاجتماعية واكتشاف طابع المدينة الغني وترف سكانها خلال فترة حكم الامبراطور الرومانى "نيرون".

ولكن تقول الأسطورة أن اختفاء المدينة هو غضب من الإله "فولكانوس" إله النار عند الرومان فقد صادف لحظة ثوران البركان الاحتفال بعيده السنوي ليعبر عن غضبه بسحب متصاعدة وقذف نيران هائلة وتساقط رماد سميك وتحول النهار إلى ليل معتم في المدينة

- تشرنوبل:

تحولت من الحركة الى السكون ومن الأصوات المليئة بالفرح واللعب إلى الصمت المميت أي جسد بلا روح.. هي بالفعل المثال الأفضل لمدينة الأشباح لتظل شاهدة على قصة مدينة استمرت فقط 16 عام حيث تم تأسيس مدينة " بريبيات" والتي اشتهرت باسم المفاعل "تشرنوبل" فيما بعد في شمال أوكرانيا عام 1970 لتكون سكن العاملين في المفاعل النووي "تشرنوبل" لتتحول إلى مدينة بلا سكان عام 1986 بعد وقوع حادث انفجار في محطة الطاقة النووية المحلية في واحدة من أكبر الكوارث النووية التي شهدها العالم لتعلن السلطات الأوكرانية منطقة تشرنوبل "منطقة منكوبة" بما فيها المدينة فبعد وفاة الالاف نتيجة التسرب الاشعاعي واصابة الكثيرين بأمراض سرطان الغدة الدرقية أجبرت السلطات على إجلاء أكثر من 120 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل ولا تزال المدينة حتى الآن بلا حياة لوقوعها في منطقة الحظر بسبب ارتفاع مستويات الإشعاع بها.