أسطورة «تاج محل».. ضريح «المرمر» شاهد على قصة عشق خالدة| صور

تاج محل
تاج محل

هو بناء أسطوري شاهد على قصة حب خالدة مازال يذكرها التاريخ.. بناه امبراطور ليكون تخليدا لذكرى حبيبته وضريح زوجته التي عشقها حتى الممات.. تمكنت من معرفته؟ إنه "تاج محل" جوهرة الفن الإسلامي في الهند وواحد من أهم الوجهات السياحية في العالم التي ضمها اليونيسكو عام 1983 باعتباره موقع تراث عالمي ووصفته بـ "أجمل نماذج التراث العالمي".

لا تعود مكانة "تاج محل" الهامة عالميا لتميزه المعماري الفريد فقط ولكن أيضا لأسطورة بناءه المرتبطة بقصة حب فريدة سطرها التاريخ فتخيل أن هذا البناء المميز الذي يقع على ضفة نهر "يمونا" في مدينة "أجرا" الهندية تم تشييده بالمرمر والرخام الأبيض على مدار 21 عام فمنذ عام 1632 بدأ أكثر من 22 ألف عامل في بناء الضريح بمشاركة أمهر الحرفيين والمهندسين في العالم.

جمع الضريح بين الطراز المعماري الإسلامي والفارسي والهندي والعثماني كما تم استخدام حوالي 40 نوع من الأحجار الكريمة لتغطيته بالكامل ومن ضمن أنواع الأحجار المستخدمة المرمر والعقيق والكريستال اللؤلؤ والماس والزمرد والصفير ليتكلف بناءه في النهاية أكثر من 32 مليون روبية وبعيدا عن الأسلوب المعماري الفريد فالمهندسون استخدموا العديد من أساليب الخداع البصري التي أهلته ليكون واحد من عجائب الدنيا السبع فيتغير لون البناء مع اختلاف أوقات النهار بحسب موقع الشمس وانعكاس الماء على المرمر الأبيض.

ولكن ما يزيد من تميز الضريح وينقله من مجرد بناء فريد إلى أسطورة هو قصة الحب التي دفعت لبنائه والتي بدأت مع وقوع امبراطور المغول "شاه جهان" ابن الإمبراطور "جهانكير" وحفيد الإمبراطور "أکبر أعظم" وهو في سن الـ 15 في حب الأميرة " ارجمند بانو بيجوم " والتي تم تغيير اسمها بعد الزواج إلى "ممتاز محل" ابنة أحد العاملين في القصر الإمبراطوري لتتم خطبتهما.

ودامت هذه الخطبة لمدة 5 سنوات وفي خلال تلك الفترة تزوج شاه جيهان بزوجته الأولى الأميرة "قندهار بيجوم" وعندما بلغت "ممتاز محل" سن الـ19 تزوجت شاه جيهان لتكون بذلك زوجته الثانية وفي عام 1628 وصل "شاه جهان" إلى واختار حبه الأبدي "ممتاز محل" لتكون إمبراطورة المغول متجاوزا زوجته الأولى.

ولم يتوقف الأمر على منحها اللقب فقط فقد كانت تشاركه الحكم فعينها كونها مستشارة له في شؤون الحكم والسياسة ومنحها ختمه الإمبراطوري الذي كانت تصدق به على المراسيم المتعلقة بشؤون الإمبراطورية الداخلية والخارجية ولشدة حبه لها كان لا يتمكن الابتعاد عنها لدرجة أنه كان يصحبها معه في جميع رحلاته وغزواته وحملاته العسكرية.

حتى جاءت اللحظة التي انقلب فيها الحال وتحولت السعادة إلى حزن اشاب شعر الامبراطور وغير ملامحه واحنى ظهره، وفاة الإمبراطورة "ممتاز محل" أثناء إنجابها طفلها الـ 14 من الامبراطور "شاه جهان" بسبب تعرضها لنزيف حاد أثناء الولادة حتى توفت عام 1631 عن عمر يناهز الـ 38 عام لتكون أخر وصية لها لزوجها الامبراطور ألا يتزوج مرة اخرى وأن يثبت حبها للعالم عن طريق بناء ضريح جميل ليس له مثيل.

 وبعد خروج "شاه جهان" من عزلته التي استمرت عام كامل حزنا على فراق حبيبته وفي عام 1632 أمر بتنفيذ وصيتها وبدأ العمل في بناء واحد من أعظم الصروح التاريخية في العالم الإسلامي "تاج محل" ومع اكتمل البناء في عام 1653م، تم نقل رفات الإمبراطورة "ممتاز محل" في تابوت ذهبي من مدفنها المؤقت في حديقة "زينباد" بمدينة "برهانبور" على ضفة نهر تابتي إلى ضريحها الجديد.

 

لتنتهي قصة الحب بوفاة الإمبراطور بعد سيطرة ابنه "أورنكزيب" على الحكم ليتم دفنه بجانب حبه الابدي وزوجته في نفس ضريح تاج محل.