تبادل السباب والشتائم بين الناس اصبح أمرا شائعا ليس بين الكبار فقط ولكن الصغار ايضا وليس بين الرجال فقط ولكن بين النساء ايضا فغالباً عندما يتعرض بعض الناس لموقف لا يرضي عنه يبدأ انفعاله بالسباب والشتائم التي تلوث اسماع من لا ذنب لهم وابصار من يشاهدها في الفضائيات في اعمال درامية او برامج نقاشية او برؤيتها علي صفحات التواصل الاجتماعي كنوع من ابداء الرأي وهذا الأمر من السلوكيات الاشد سوءاً في التعامل بين الناس فمهما كان الخلاف في وجهات النظر علينا التأدب بأدب من القرآن وصاحب الخلق العظيم سيدنا محمد ﷺ فالمؤمن لا يشارك المسيء ولا يجاريه بل يلتزم بهدي القرآن الكريم قال تعالي: «ولا تستوي الحسنة ولا السيئة» وفي موقف لابي ذر العقاري رضي الله عنه عندما شتمه رجل فقال له ابو ذر: يا هذا لا تستغرق في شتمنا ودع للصالح موضعا فإنا لا نكافئ من عصي الله فينا بأكثر من ان نطيع الله فيه «فهدأ الرجل وكف عن الشتم وتحول الموقف من البغضاء والعداوة الي المودة والصفا» وهذه حقيقة يؤكدها القرآن الكريم قال تعالي: «فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» وكما ان لحسن الخلق أثرا عظيما في اصلاح العلاقات بين الناس فإن لحسن الخلق ايضا اثرا في رفع منزلة العبد عند الله تعالي وعند رسول ﷺ وقال الرسول «ان أحبكم الي وأقربكم من مجلسا يوم القيامة أحاسنكم اخلاقا» ويؤكد ذلك موقف للرسول صلي الله عليه وسلم حين اقبل عليه رجل سييء الخلق فعندما دنا منه بش في وجهه وحدثه بكلام طيب ثم قال للسيدة عائشة رضي الله عنها عندما تعجبت من صنيعه: «ان شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من خافه الناس او اتقاه الناس لفحشه» «الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب».