أشادت مجلة «اللطائف المصورة» فى تقرير لها عام 1932 بالخواجة اليونانى «تيوخارى كوتسيكا» المولود فى مدينة «كاريستوس» اليونان عام 1857، لأنه أسس أول مصنع للكحوليات فى منطقة نائية بالقرب من صحراء المعادى تخصص فى إنتاج «السبرتو» الذى ساهم فى تدشين مشروع إنارة الشوارع.
وكان مصنعه ينتج ما يكفى هذه المهمة فى ذلك الوقت، ولهذا أطلق العامة عليه لقب «ملك السبرتو»، وقد توسع فى المصنع لإنتاج النشا والجلوكوز، فحقق ثروة كبيرة جعلته من أغنى أغنياء الجالية اليونانية فى مصر وقدرت ثروته بـ «أربعة ملايين ونصف مليون جنيه» فى بداية القرن العشرين وهو مبلغ ضخم بلغة هذا العصر.
وكان مصنعه الوحيد فى مصر الذى يحتكر إنتاج وتوريد السبرتو والكحوليات للخمّارات ومعامل الخمور ومصانع الكولونيا، وكان الخواجة «كوتسيكا» مُحبّا للخير كما تقول «اللطائف المصورة» وتقديم التبرّعات والمساعدات الطبية لخدمة المصريين واليونانيين لأنه تبرع عام 1916 لشراء أوّل سيارة إسعاف لتكون نواة لتأسيس مصلحة الإسعاف فى مصر، وتحمّل بمفرده إنشاء المستشفى اليونانى بمنطقة «الحضرة» فى الإسكندرية على أرقى ما تكون المستشفيات فى ذلك الوقت بالدول المتقدمة طبيا.
«اللطائف المصورة» 17 أكتوبر 1932
كنوز: المستشفى اليونانى الذى بناه الخواجة كوتسيكا فى الإسكندرية تمّ تأميمه بعد ثورة 1952 وأصبح اسمه مستشفى جمال عبد الناصر، وقد ودع المصريون الخواجة «كوتسيكا» عند وفاته فى 23 يوليو 1962 عند وفاته بعد عام واحد من تأميم مصنعه، ولم يتبق من تاريخه ومملكة «السبرتو» التى أنشأها فى طُرة سوى محطة مترو تحمل اسمه، ولا يعرف مئات الآلاف ممن يمرّون عليها يوميّا، سبب تسميتها بهذا الاسم الذى ينطقه أغلبهم «كوزيكا».
