م.القلب

القيم الغائبة

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

يومياً تمر علينا الكثير من الأخبار الغريبة على مجتمعنا أخبار حول انتشار ما يمكن أن نطلق عليه ظواهر غير طبيعية ولا أخلاقية قد تصل أحيانا إلى حد الجرائم تتجسد فيها معانى الخسة والندالة والخيانة والتمادى فى الخطأ وإن كان على حساب التنازل عن أعمده أساسية لا تستقيم بدونها الحياة ..ظواهر بعيده تماما عن أخلاقيات وشيم المصريين ..ولعلنا نتوقف لنسأل بين الحين والآخر كيف وصل هؤلاء لما وصلوا إليه ؟ وكيف انتشرت نماذجهم ؟ هل المشكلة فى المجتمع أم فيهم أم فى غياب الرادع والقيم والأخلاق ؟.. وبالرغم من أننى متفائلة بطبعى ودائماً ما أرى الإيجابيات من حولى أو كما تقول المقولة الشهيرة انظر دائما إلى نصف الكوب الممتلئ إلا أن بعض هذه الوقائع المريرة أصابتنى بصدمة بل جعلتنى غير مصدقة أنها حدثت ...كيف لابن أن يعذب ويقتل والده أو أمه ؟ كيف لصديق أن يطعن صديقه وكيف لأم أن تغيب عنها مشاعر الأمومة وتقتل أطفالها ؟ لماذا وتحت أى ظروف يتفق أخ مع صديقه على اغتصاب شقيقته لتصويرها وابتزازها حتى تتنازل عن ميراثها من والدهما؟ ما الدوافع التى تؤدى إلى أن يقوم طبيب مشهور وناجح بتعذيب الممرض الذى يعمل معه ويؤلمه نفسياً ويتمادى بتصوير الواقعة وإرسالها لصديقه الذى ينشرها بدوره على مواقع التواصل الاجتماعى.. أسئلة كثيرة لا يستطيع الإنسان الإجابة عليها بسهولة ولكنها تفتح الأبواب أمام مراجعة شاملة لحال مجتمعنا مراجعة تتعدى التعليم لتركز على الأخلاق والتربية السليمة فغيابها من وجهة نظرى هو السبب الأساسى لعدم الالتزام وأن أى مراجعة منصفة ستثبت أن الأخلاق تراجعت كثيراً وأن المبادئ المحترمة والقيم النبيلة لم تعد موجودة لدى الكثيرين.. أتمنى أن تعيد الأسرة المصرية حساباتها فليس المهم توفير المال لأطفالها ولكن الأهم هو رعايتهم وحسن تربيتهم وغرس العادات والتقاليد المحترمة فى نفوسهم ..وندائى للدكتور طارق شوقى وهو المنوط بحقيبة التربية والتعليم فى مصر بأن يوجه بتخصيص حصة يومية لطلاب المراحل التعليمية الأولية لتوجيههم لما ينبغى أن تكون عليه الأسس السليمة لبناء الشخصية السوية المحترمة ... وكلى أمل أن يتبنى الإعلام مبادرات لإظهار النماذج المشرفة والجيدة التى يزخر بها مجتمعنا الأصيل وأن يبتعد عن بث الدراما التى تحمل الأفكار الهدامة وكل أشكال العنف التى ينبذها المجتمع بكل مستوياته .

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي