شهرزاد

مش بيعه وشروه

د. رانيا يحيى
د. رانيا يحيى

دخلت مع مجموعة من الأصدقاء فى اسكندرية لأحد الفنادق شفت منظر استوقفنى جداً، أم وأب وابن ، وفى المقابل أم وأب وابنة، طبعاً دا طبيعى، لكن اللى مش طبيعى خالص إنك تلاقى الكبار بيتكلموا والشاب الوسيم بيشارك من حين لآخر، لكن المغلوبة على أمرها البنت المسكينة اللى لا حول لها ولا قوة، قاعدين يتفقوا على مصيرها وحياتها ومستقبلها والغلبانة قاعدة ساكتة متعرفش عريس الغفلة اللى قاعد بيتفرج عليها وكأنها سلعة كلهم يبيعوا ويشتروا فيها،ويشوفوا هيقدروها بكام وليه وامتى ومين هيقبض الثمن!!!

بجد كتير اللى بيحصل فى بناتنا وكتير إننا فى القرن واحد وعشرين ويبقى لسه بنشوف التصرفات دى بتحصل حوالينا واللى بتعكس وجود عقليات رجعية مش بتقدر يعنى ايه قيمة الاختيار،لأن يوم ما بيحصل مشكلة بتتقلب الآية ويتحول الأمر إن البنت بس هى اللى بتتكلم وتصرخ وتعانى من حياة مرهقة تتحمل تبعاتها لوحدها،أو هى وولادها، لكن الباقيين اللى بينظروا ويبيعوا ويشتروا بيبقى دورهم انتهى،وتعيش المسكينة فى صراعات وقضايا كل دا علشان مشاركتش فى اختيار شريك حياتها ومعرفتش الإنسان اللى هتعيش معاه بشكل مرضى لأنها كانت مجرد متفرج فى عملية البيع. 


الجواز التقليدى مش عيب ولا غلط أبداً بالعكس ممكن الأهل يحكموا ويفهموا بخبرتهم،لكن اللى مش صح خالص الطريقة وإننا نقعد البنت على جنب ونسيبها احنا اللى نخطط لها وناخد لها القرارات لأنها فى الآخر هتجنى لوحدها.

البنت لازم تتشارك وننسى الصورة النمطية للبنت المقهورة فى أفلامنا القديمة ونعرف إننا محتاجين البنت الواعية المتعلمة اللى بتخطط لحياتها وتختار شريكها عن فهم،وأما الأهل يتدخلوا يبقى النقاش بالعقل والمنطق والخبرة وتوجيه النصيحة مش باعتبار إنها خارج سياق الحوار وما عليها إنها تنفذ وبس لأنها فى النهاية فى نظرهم مجرد بيعة وشروة.