يحدث كثيرا ان تداهم المباحث منزل تاجر مخدرات او خارج علي القانون او تاجر سلاح او هارب من احكام، ويحدث ايضا ان يتسبب الهجوم والتفتيش في اثارة الرعب والذعر بين سكان المنزل من نساء واطفال ويحفر في ذاكرتهم مشاهد قاسية ومرعبة لا يمحوها الزمن حتي ولو أضيفت إلي أعمارهم اعمار جديدة، فالشيء المؤكد ان المباحث إذا دخلوا دارا أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، فعند الاقتحام يفزع الأطفال لمنظر أبيهم ممسوكا من قفاه ومسوقا أمام مخبر إلي حجرات البيت لتخرج المطاوي فتشق المراتب والوسادات وتمتد الايادي إلي الدواليب لتلقي بما فيها من ملابس خارجية وداخلية وتبعثر كل شيء وتكون الاجابة غالبا: لم نجد شيئا يا فندم، وهذه احدي الوقائع المماثلة لكنها مختلفة تماما في الشكل والمضمون عن كل سابقاتها، فاحداثها وقعت في قرية عرب ابو ساعد التابعة لمركز الصف بالجيزة، اسدل الليل استاره علي القرية وخلت شوارعها من المارة بعد ان هدأت العيون وغارت النجوم، طرقات قوية علي باب منزل موظف بادارة الكهرباء الذي هب فزعا من نومه الذي حصل عليه بصعوبة فقد تمدد علي السرير وعقله شارد يفكر في حل لمشاكل فاتورة المياه المرتفعة وكذا الكهرباء ومصاريف المدارس والدروس الخصوصية ومشاكل المواصلات ومشاحنات الجيران، اسرع الرجل إلي الباب متسائلا: من بالباب؟ فكان الرد: حكومة افتح بسرعة؟ قال: وماذا تريد الحكومة مني؟ فعاد الرد: افتح يا ولد احنا مباحث جئنا لتفتيش المزل! سألهم: هل معكم إذن من النيابة؟ قالها مستفسرا لكنها وقعت كالصاعقة علي اذني معاون المباحث الذي نسي انه في دولة يحكمها القانون وان له ربا سيحاسبه وأخذته العزة بالاثم فازاح المخبرين من امام الباب واخرج مسدسه الميري واطلق الرصاص علي الباب الخشبي ثم امر مخبريه بكسر الباب فدفعوه بقوة ليجدوا أمامهم مصيبة، لقد اصابت طلقة الرجل في بطنه فأردته قتيلا، استمر الضابط في غروره وقال: فيه ايه؟ ما فيش حاجة حصلت. وعندما صرخت زوجة القتيل وابناؤه قال بصوت خشن: مش عاوز اسمع صوت الكل يخرس خالص، واخذ مخبريه السبعة وترك الجثة في مكانها وانصرف إلي مكتبه واخرج ورقة وقلما وكتب مخاطبا النيابة: وردتنا معلومات من مصادرنا السرية الموثوق بها واكدتها التحريات ان فلانا الفلاني دأب علي الاتجار في المخدرات والاسلحة غير المرخصة ونطلب الاذن بتفتيش منزله، اعطته النيابة الاذن بالتفتيش في ساعته وتاريخه فعاد مع مخبريه إلي الجثة ووضع بجوارها فرد خرطوش وطربة حشيش. وللحديث بقية.