شهادة جديدة من الأسير «الزبيدي» حول تفاصيل ليلة الهروب من سجن «جلبوع»

زكريا الزبيدي
زكريا الزبيدي

كشف الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي، تفاصيل جديدة حول ليلة الهروب من سجن "جلبوع" الإسرائيلي، وذلك خلال استجوابٍ له من قبل محقق إسرائيلي.

وقال زكريا الزبيدي، في شهادة جديدة: "علمت بخطة الهروب قبل نحو شهر بعد أن جاء له الأسير أيهم كمامجي أحد الأسرى الستة، لزيارته في زنزانته، وأبلغه بأن هناك خطة للهروب، ولم يذكر أي تفاصيل أخرى، وطلب منه الانتقال إلى القسم 2 بأسرع وقت ممكن".

وردًا على سؤال حول أسباب موافقته على "الهروب" معهم، قال الزبيدي موجهًا كلامه للمحقق الإسرائيلي: "من هو في السجن وتتاح فرصة أن يخرج، هل سيفكر بالرفض؟ أي شخص سيوافق، حتى العصفور الذي تضعه في قفص وسط منزلك وتعطيه الطعام والماء، وإن فتحت له الباب فسوف يطير، وأنا كسجين إن فتح لي الباب فلن أبقى ساكنًا".

وردًا على سؤال حول اختياره من الأسرى للهروب معهم، قال الزبيدي "لأنني شخص محترم وسمعتي طيبة، ربما فكروا بتسليم أنفسهم للسلطة، وأنا إذا خرجت معهم كنت سأذهب للسلطة لحمايتي ولأنني أعمل فيها موظفًا".

وأشار الزبيدي، إلى أنه تبين لاحقًا له أن الأسرى كانوا يحفرون النفق منذ فترة طويلة، وأن الأسرى داخل القسم 2 لم يكونوا على علم بالحفر سوى من هم داخل الزنزانة التي حُفر بداخلها النفق، وأن العملية كانت تتم بسرية كبيرة ولم يتم الكشف عنها لأي أحد، وأن الأسير كمامجي أبلغه أن عملية "الهروب" ستتم فور الانتهاء من حفر النفق، وأنه سألهم فيما إذا كانوا يريدون مساعدة بالحفر، فأبلغوه بأنه لا حاجة لذلك.

ووفقًا لما جاء في محضر التحقيقات، فإن الأسير محمود العارضة أبلغ الزبيدي أن هناك قرية عربية قريبة من السجن، وأن المسجد يُرى من المكان، وأنهم سيصلون إلى هناك ويجرون مكالمة هاتفية لشخص ما وسيأتي لأخذهم إلى جنين.

ليلة الهروب

وحول سبب وجود النفق في الحمام، قال الزبيدي إنها هي نقطة الضعف، ولا يمكن حفره في منتصف الزنزانة، مضيفًا أنه "في اليوم الذي تقرر فيه تنفيذ الخطة، أبلغني كمامجي بأن أطلب الانتقال إلى الزنزانة رقم 5 اليوم، وقبل ذلك بوقت قصير قام أحد السجانين بفحص المجاري واشتبه بأن هناك شيء ما، ورأى الأرض بالقرب من الزنزانة وكان الأسرى خائفين من اكتشاف النفق، وقرروا الهرب في ذاك اليوم".

وعن ليلة "الهروب"، ذكر الزبيدي، ردًا على أسئلة المحقق، إنهم تناولوا العشاء وشغلوا التلفاز، وكان كل نصف ساعة يكون هناك مناوبة للحراس حتى منتصف الليل، وحينها تم البدء بالتحضير، مشيرًا إلى أن الأسير مناضل انفيعات أبلغهم حينها، أن الأمر سيستغرق حوالي ربع ساعة للوصول لفتحة النفق، فدخلوا واحدًا تلو الآخر.

وكان زكريا الزبيدي ضمن ستة أسرى فلسطينيين تمكنوا من الهروب من سجن "جلبوع" شديد الحراسة، في 6 سبتمبر المنصرم، في ضربةٍ قويةٍ للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، إلا أن قوات الاحتلال أعادت اعتقالهم، بدايةً من اعتقال أربعة منهم، مساء 10 سبتمبر وفجر 11 سبتمبر، بشكلٍ متتابعٍ.

والأسرى الستة هم محمد العارضة ومحمود العارضة وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري ومناضل يعقوب نفيعات وأيهم فؤاد كمامجي.

وظل الأسيران مناضل نفيعات وأيهم كمامجي حرّين طليقين، إلى أن تم اعتقالهم فجر الأحد 19 سبتمبر، في جنين.

ومثل الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم آنفًا، في 11 سبتمبر، أمام محكمة "الناصرة" الإسرائيلية، والتي قررت تمديد اعتقالهم مثلما جرى الأمر لاحقًا مع آخر أسيرين معتقلين.

اقرأ أيضًا: الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي يضرب عن الطعام