تحررت من الافكار الظلامية والصراعات السياسية.. تنفض غبار الماضي وتتفرغ لخدمة أعضائها

في عام المجتمع المدني.. النقابات المهنية عصية على الجماعة الإرهابية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعيش الدولة المصرية عصرها الذهبي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أعلن 2021 عامًا للمجتمع المدني؛ خاصة أنها تقف على أعتاب الجمهورية الجديدة، بعد أن دشنت مشروعات قومية عملاقة وبرامج إصلاحية بدأت تؤتي ثمارها وتعود بالنفع العام والخير الوفير على المواطن، وبعد أن تخلصت من ميراث ثقيل جراء ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية خلال السنوات الماضية ومحاولاتها اليائسة لإثارة الفوضى والتخريب وبث أفكارها الظلامية.

وكانت بعض النقابات المهنية واحدة من أدوات الجماعة الإرهابية وخنجرها المسموم التي تحاول من خلاله طعن الوطن من الخلف، الآن تبدل الوضع ونفضت النقابات غبار الماضي وتحررت من تلك العناصر الهدامة، وباتت تتنفس نسيم الحرية وتمارس عملها المهني المجرد لخدمة الأعضاء وتنفيذ أفكار ومقترحات تُعلي من شأن الدولة وترفع معدلات الوعي.

ففي غفلة من زمن فات اختارت جماعة الإخوان الارهابية النقابات المهنية كمسرح لبث أفكارها والسيطرة على أعضائها وخلط السياسة بالعمل النقابي، لجعلها الجناح التمويلي للجماعة خلال سنوات مضت؛ حيث سيطرت آنذاك جماعة الإخوان الإرهابية على أهم النقابات في مصر وهي "الأطباء والمحامين والمهندسين والمعلمين والتجاريين.. ونقابات أخرى عديدة"، وكانت الجماعة تستغل عناصرها في النقابات للحشد لصالح الجماعة، وأقحمت النقابات في صراعات سياسية تخالف الدستور والقانون، وتمارس أنشطة ضالة تهدد أمن الوطن وسلمه المجتمعي.

"نقابة المهندسين"

واحدة من النقابات التي تحررت من الفكر الإخواني الضال، كانت نقابة المهندسين التي تجمدت الانتخابات بها جراء أفعال زمرة إخوانية كانت تريد جرها إلى الدرك الأسفل، وأصبحت تحت الحراسة لمدة 18 عامًا.

وبعد أحداث يناير 2011 بفترة قليلة تم إجراء الانتخابات، والتي أسفرت عن مجيء الإخوان برئاسة المهندس ماجد خلوصي، وظل عامين في منصبه، وفي يناير 2013 قامت ثورة من جموع من المهندسين لسحب الثقة من الإخوان، وكانت بحضور العديد من القيادات من المهندسين الشرفاء، وتم سحب الثقة وحضور لجنة لإدارة النقابة تحت إشراف وزارة الري بعد إنهاء حكم الإخوان، حتى أصبحت النقابة في خدمة المهنة والمهندسين فقط بعيدا عن أي أغراض سياسية.

نقابة الأطباء

كانت «معقل الإخوان» عبر أكثر من ربع قرن، ولكن الجماعة لفظت أنفاسها الأخيرة بعد معاناة دامت 20 عامًا، بعد تواري قائمة حركة أطباء من أجل مصر وصعود قائمة تيار الاستقلال في انتخابات التجديد النصفي بالنقابة، ويأتي ذلك بعد هزيمة الإخوان في اتحادات طلاب الجامعات ونقابة الصيادلة، مما يُعد انعكاساً لضآلة حجم الجماعة الحقيقي الذي عبّر عن نفسه بشكل أوسع بخروج الجماهير المصرية في ثورة 30 يونيو رافضة حكم الجماعة.

نقابة الصيادلة

أما نقابة الصيادلة فنجحت في توجيه ضربات قاصمة للجماعة الإرهابية، وكان ذلك في انتخابات النقابة التي جرت في شهر مارس 2013، وذلك في ظل حكم الإخوان ومحاولاتها السيطرة على مفاصل الدولة، وأثناء حكم المعزول محمد مرسي، حيث مني الإخوان بهزيمة ساحقة ولم يحصل مرشحو الجماعة بالنقابة العامة إلا على مقعدين من أصل 12 مقعداً، فيما ذهبت جميع المقاعد المتبقية لقائمة الصيادلة المهنيين والتي تضم الصيادلة المنتمين للتيار المدني.

نقابة العلميين

وكانت ضمن مخططات الإرهابية من أجل فرض سيطرتهم عليها، حيث سيطرت عليها لأكثر من 25 عامًا، ولكنهم فشلوا لأن قدرتهم العلمية والعملية لا تتماشى مع حاملي المؤهلات العليا، كما أن الشعب المصري ومثقفي مصر استطاعوا بحنكتهم التخلص من الإرهابية.

نقابة الصحفيين

إحدى النقابات العصية على جماعة الإخوان، حيث ظل الصحفيون يمارسون حقهم من أجل استقلال نقابتهم، كما وجه الصحفيون ضربتهم الموجعة للإخوان في انتخابات مارس 2013، وأسقطوا جميع مرشحي الجماعة في انتخابات التجديد النصفي، وفازت صحفية قبطية بعضوية المجلس لأول مرة بعد أن سبقها من الصحفيين الأقباط الكاتب الكبير الراحل فيليب جلاب، الذي شغل منصب سكرتير عام النقابة عام 1993.

وكانت الانتخابات الأخيرة بالنقابة هي الانتخابات الثانية على التوالي التي يفشل فيها مرشحو الإخوان في الفوز بمقاعد نقابة الصحفيين، حيث هزم مرشحو الجماعة في الانتخابات التي جرت مما يعني أن نقابة الصحفيين المصريين أصبحت عصية على الإخوان.

نقابة المحامين

كما تخلصت نقابة "المحامين" من سيطرة الإخوان الإرهابية في مجلس النقابة العامة أو النقابات الفرعية، إذ شهدت ثورة مماثلة لثورة 30 يونيو الشعبية في أعقابها، للقضاء على عناصر الجماعة، وبالفعل تم تطهير النقابة من العناصر الإخوانية، حيث قامت النقابة بإقصاء من تورط في أعمال العنف، ومن تغيب عن حضور مجالس الإدارة لـ3 مرات متتالية، وكان هناك عدد محدود منهم موجودين وسط المحامين بشكل عام، إلا أن وجودهم غير مؤثر أو ملموس، كما أن النقابة حذفت من جداولها كل الهاربين في الخارج من عناصر الإرهابية.
 

نقابة المعلمين

أما "نقابة المعلمين" فتم استرداد النقابة من عصابة الإخوان، التي اختطفت "المهن التعليمية" في الفترة من عام 2012 حتى 2014، وسيطرت على النقابة العامة و53 نقابة فرعية، و320 لجنة نقابية على مستوى الجمهورية، واستولت بالقوة على أرصدتها، وكان العديد من المعلمين المنتمين للإخوان، متواجدين في اعتصامات رابعة العدوية والنهضة، والعديد من النقابات الفرعية تمولهم بالأتوبيسات وكل سُبل الإعاشة، وتم اكتشاف ذلك من خلال خطاب رسمي موجه من أحمد الحلواني -النقيب الإخواني وقتها- إلى نقيب معلمي الفيوم بتكليفات تنظيم الإخوان لهم بإرسال أتوبيسين أسبوعيا إلى اعتصام رابعة والتكفل بكل سبل الإعاشة لهم من أموال النقابة.