رغم هزيمتها أمام الفراعنة.. ليبيا تخسر مباراة وتكسب وطن

علم ليبيا
علم ليبيا

حلّ المنتخب المصري ضيفًا ثقيلًا على نظيره الليبي في بني غازي، فانتصر عليه بثلاثية نظيفه، ما جعل المنتخب المصري على مرمى حجر من التأهل للدور الفاصل المؤهل لكأس العالم 2022 بقطر.

المنتخب المصري قدم عرضًا قويًا استحق عليه الانتصار، فيما كانت ليبيا تعيش على وقع نقلة جديدة في مسارها، الذي اتسم بالاضطراب على مدار نحو عقدٍ من الزمن، منذ سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر عام 2011.

تلك النقلة تمثلت في استضافة ليبيا المباراة على أرضية ميدانها، وليس في دولة أخرى أو أرض محايدة، مثلما كان يحدث في السنوات الماضية، جراء تدهور الأوضاع الأمنية سابقًا، لكن الوضع بدا أنه قد تغير بشكلٍ واضحٍ في الأراضي الليبية.

ليست أول مباراة

ولم تكن مباراة مصر وليبيا هي الأولى، التي تستضيفها مدينة بني غازي الليبية، فبعد سنواتٍ من الاضطرابات كان منتخب ليبيا يضطر لاستقبال منافسيه في البلدان المجاورة سواءً مصر أو تونس أو الجزائر، حيث تبادلت البلدان الثلاثة على استضافة مباريات المنتخبات والفرق الليبية خلال السنوات الماضية، تمت الموافقة أخيرًا على استضافة ليبيا المباريات على أرضها بعد استقرار الأوضاع هناك.

البداية كانت في الخامس والعشرين من شهر مارس الماضي، حينما استقيل المنتخب الليبي نظيره التونسي برسم مباريات تصفيات كأس الأمم الأفريقية، المقرر أن تستضيفها الكاميرون.

وحقق المنتخب التونسي وقتها الانتصار على المنتخب الليبي بخمسة أهداف مقابل هدفين، ليجهز وقتها على آمال الليبيين في الترشح للعرس القاري.

ثاني المباريات، التي استضافتها ليبيا في ميدانها ببني غازي، كانت مباراة الجابون، في تصفيات كأس العالم الحالية في الفاتح من شهر سبتمبر المنصرم، ووقتها دشنّ المنتخب الليبي انتصارًا غاليًا بهدفين مقابل هدف واحد، جعل الليبيون يؤمنون بإمكانية ترشحهم بلادهم لكأس العالم، رغم صعوبة المهمة في ظل وجود المنتخب المصري معه في نفس المجموعة.

ومباراة ليبيا مع المنتخب المصري كانت الثالثة، التي تُلعب في الأراضي الليبية لمنتخب فرسان المتوسط.

استضافة ليبيا المباريات على أرضها في بني غازي بعد سنواتٍ من غلق الملاعب الليبية في وجه أي مباريات دولية يمثل طفرة تشهدها ليبيا تؤشر على بدء استقرار الأوضاع هناك.

ليبيا «سياسيًا»

وقبل ساعاتٍ من إجراء المباراة، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا، أنها استلمت رسميًا قانون انتخاب مجلس النواب، لتمضي البلاد قدمًا في إجراء الاستحقاقات الانتخابية، التي تعبد طريق استقرار الأوضاع في ليبيا.

وكانت مفوضية الانتخابات الليبية قد استملت في 12 سبتمبر الماضي قانون انتخاب رئيس الدولة، والذي سيُنتخب عبر الاقتراع المباشر من قبل الناخبين.

وتستعد ليبيا الآن بعد عشر سنوات تقريبًا من سقوط حكم معمر القذافي لانتخاب ثاني رئيسٍ في تاريخ البلاد، ضمن الانتخابات العامة، التي ستعرفها البلاد أواخر هذا العام في 24 ديسمبر المقبل.

وبين الرياضة والسياسة، تبدو ليبيا الآن على الطريق الصحيح لتنفض عن نفسها غبار سنواتٍ عجافٍ كانت خلالها البلاد مرتعًا للجماعات الإرهابية والمسلحين، لكن كل ذلك بدا أنه قد ذهب أدراج الرياح.

اقرأ أيضًا: مفوضية الانتخابات الليبية تتسلم رسميًا قانون انتخاب مجلس النواب