فى ذكرى زلزال 92..

تفاصيل 82 ساعة لـ«أكثم» تحت الأنقاض

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

29 عام مضوا على حدث جلل لم تنساه الذاكرة أبدا، إنه زلزال 1992، تحديدا فى 12 أكتوبر عام 1992، كان هذا التاريخ بمثابة ذكرى لحدث كبير هز مصر كلها، فكان أحد أقوى زلزال شهدته مصر على مر السنوات الطويلة الماضية.

 وقع الزلزال فى الساعة الثالثة و10 دقائق من بعد الظهر، تراوحت قوته بين 5.5 و9.5 درجة بمقياس ريختر، واستمر دقيقة واحدة، وهو ما أدى إلى مقتل أكثر من 1000 شخص، وإصابة أكثر من 4 آلاف بجروح وتعرض الآلاف للتشريد.

عندما نعيد ذكريات تلك الأيام، أول ما يأتى لأذهاننا هى اللحظات الصعبة التى عاشها كل مصرى فى ذلك الوقت، وتصرفاته سواء كان فى منزله، أو عمله، أو المدرسة، وعلى رأس الأحداث التى نتذكرها جيدا، قصة "أكثم سليمان" الذى صارع الموت بعد فقدان عائلته تحت الأنقاض لأكثر من 82 ساعة، وكان يشتهر وقتها أنه الناجى الذى كان عندما يشعر بالعطش، يبلل جزء من جلبابه بالبول ويشربه لتقليل احساسه بالعطش، كان رجال الإنقاذ مستمرون فى عملهم لاستخراج الجثث من تحت الأنقاض، إلى أن ظهر صوت يعلن عن وجود أحد الأشخاص على قيد الحياة، توقفت الحفارات وبدأ فريق الإنقاذ ليحدد مصدر الصوت، وبالفعل بعد رفع الأنقاض من حوله وجدوا شاب مازال على قيد الحياة، وبجانبه والدته وزوجته وطفلته قد فارقوا الحياة.

اقرأ أيضا: إنفوجراف| 10 معلومات عن زلزال 92

 قصة أكثم رغم مرور ٢٩ عام على حادث زلزال ٩٢ إلا أن الذاكرة لم تنسى هذا الرجل، الذى مكث تحت الأنقاض مايقارب الثلاثة أيام وأكثر، ولكن رغم طول المدة إلا أن الله كتب له النجاة، حكى أكثم عن الساعات التى قضاها وقتها بين الجثث والمصابين الذين كانوا يأنون من إصابتهم، ومن مات أمامه، وهو لم يستطع فعل شئ لهم، وكانوا أقرب الناس له والدته وزوجته وابنته التى ظلت تطلب منه حتى آخر نفس زجاجة البيبسى التى كانت تريد تناولها قبل حدوث الزلزال وسقوط العمارة، أما والدته وزوجته رفضتا أن تفعلا مثله بتمزيق جزء من الملابس والتبول عليها وشرب البول.

 استمر قرابة الثلاثة أيام ونصف، تحت الأنقاض، كان يحميه العمود الخرساني، الذي منع سقوط السقف عليه، كان بصحبته والدته، زوجته وابنته سميرة، كانوا يتحدثون جميعًا حتى ساد الصمت فعلم وقتها أن رفض أسرته ووالدته شُرب "البول"، كان سببًا كافيًا لكي يلقوا مصرعهم جواره من العطش.