فى اليوم العالمى للفتاة.. «المصرية» وتحديات القضية السكانية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في يوم 19 ديسمبر 2011، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها 66/170 لإعلان يوم 11 أكتوبر من كل عام باعتباره اليوم العالمي للفتاة، وذلك للاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات الفريدة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم.

الأرصاد تحذر المواطنين: استمرار السحب الرعدية على القاهرة ومدن القناة حتى شمال سيناء

ويهدف اليوم العالمي للفتاة إلى تركيز الاهتمام على الحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجهها الفتيات وتعزيز تمكينهن، ويركز على أن للمراهقات الحق في التمتع بحياة آمنة والحصول على التعليم والصحة، لأنه من المؤكد أنه إذا تم تقديم الدعم بشكل فعال لهن خلال سنوات المراهقة، فإن الفتيات سيصبح لديهن القدرة على تغيير العالم اليوم، وأيضا في الغد ليصبحن أمهات وسيدات أعمال وقيادات. 

وفى مصر خطونا خطوات فعالة في تحقيق تمكين المرأة ووضعها على أولويات العمل الاستراتيجي للدولة، فمصر دائمًا مقترن اسمها بتاريخ عريق وحضارة مبهرة كانت فيها للنساء والفتيات دورا هاما على مر العصور.

 يقول الدكتور عمرو حسن مقرر المجلس القومي للسكان إن مصر شهدت خلال السنوات القليلة الماضية سياسية داعمة للمرأة والتزام من الدولة بالحقوق الدستورية لها، مؤكدا أن الدستور المصري 2014 أكد على قيم العدالة والمساواة حيث اشتمل على أكثر من 20 مادة دستورية لضمان حقوق المرأة في شتى مجالات الحياة وأيضا تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للمرأة 2030 بما يتوافق وأهداف التنمية المستدامة، والتي تعد بمثابة خارطة طريق للحكومة المصرية لتنفيذ كافة البرامج والأنشطة الخاصة بتمكين المرأة.


وأشار إلى أن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2017 «عاماً للمرأة المصرية»، الأمر الذى يعد سابقة تاريخية في مصر.

 

وأيضا في مارس 2019 أصدر رئيس الجمهورية خلال احتفالية المرأة المصرية عدد من التوجيهات للحكومة كلها لصالح المرأة المصرية  لتحقق لها العديد من المكاسب سواء في سوق العمل أو فى مجال مكافحة العنف ضد المرأة وغيرها من السياسات والتشريعات التى تحقق تمكينا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا  للمرأة المصرية. 


 حل مشكلة الزيادة السكانية بتمكين المرأة

وأكد حسن أن الزيادة السكانية فى مصر تعد تحديًا ملحًا لكل الحكومات المتعاقبة خلال العقود الماضية وهى القضية التي باتت تؤرق الجميع وتلتهم ثمار التنمية، وإن كانت الحكومات وصانعي السياسات هم لاعبون مهمون في كبح النمو السكاني السريع، باتخاذ الإجراءات التي يمكنها زيادة الوعي والمساعدة في معالجة هذه المشكلة، فنستطيع أن نقول إن تعزيز حقوق المرأة وتحسين التعليم للفتيات هى نقطة انطلاق جيدة لأن الدور الذي يمكن أن تلعبه النساء والفتيات في معالجة مشكلة الزيادة السكانية هو دور استراتيجى هام و مؤثر.  

 فنجد أن الممارسات الثقافية القمعية مثل الوضع المتدني للمرأة فى الحقوق، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وبتر الأعضاء التناسلية للإناث، وزواج الأطفال، والأمية كل هذه المآسي تساهم بشكل كبير في ارتفاع معدل الخصوبة والنمو السكاني لأن النساء اللاتى يتمتعن بقوة اجتماعية وعلمية وقدرة على اتخاذ قرار ذاتي واختيار حقيقي في عدد الأطفال الذين يجب أن يحصلوا عليه ومتى هن أكثر قدرة على السيطرة على النمو السكانى المتسارع، وتمكين المرأة المصرية في المجتمع يعد أقوى الأسلحة في مواجهة مشكلة الزيادة السكانية لأنه مما لاشك فيه ان تمكين المرأة وتعليمها هى احد الركائز الهامة والمحاور الفعالة لأى  استراتيجية سكانية ناجحة.

وبالنظر إلى الأرقام ووضع المرأة المصرية نجد أن الأمية خصوصا بين النساء، تعد من الأسباب الجوهرية للمشكلة السكانية، وطبقا لبيانات الهيئة العامة لتعليم الكبار في أغسطس ۲۰٢١ للشريحة العمرية ١٥ سنة فأكثر بإضافة التسرب، نجد أن نسبة الأمية بين الإناث ترتفع عن الذكور، حيث بلغت أعدادهن 10.1 مليون نسمة بمعدل 31.2 ٪، مقابل 7.3 مليون نسمة للذكور بمعدل 21.3 %، وهناك ٥ محافظات مصرية، تتجاوز الأمية بين البنات والسيدات 40 %: المنيا 45.8 %، أسيوط 42.4 %، البحيرة 41.6 %، سوهاج 41.1 % والفيوم 41%.

وارتفاع معدلات الأمية بين النساء، يؤدي إلى عدم تأهيلهن بصورة مناسبة للنزول إلى سوق العمل، فضلاً عن انتشار النمط الثقافي الذي يحد من دور المرأة في المجتمع، وبالتالي تصبح الحياة المنزلية وإنجاب وتربية الأطفال محل الاهتمام الأساسي لغالبية النساء
وارتفاع معدلات الأمية بين النساء، يؤدي إلى الزواج المبكر للإناث في مصر، وبالتالي الإنجاب المبكر، حيث أن الفتاة تكون في أعلى المراحل خصوبة، لذلك فلابد أن تحصل الفتاة على حقها الطبيعى فى التعليم ومن ثم تتمكن من الحصول على عمل مناسب، وفي نفس الوقت تكون في سن مناسبة للإنجاب لان ارتفاع الأمية بين الإناث عموماً وانخفاض المستوى التعليمي لهن، يؤدى إلى عدم تأهيلهن بصورة مناسبة للنزول إلى سوق العمل، فضلاً عن انتشار النمط الثقافي الذي يحد من دور المرأة في المجتمع، وبالتالي تصبح الحياة المنزلية وإنجاب وتربية الأطفال محل الاهتمام الأساسي لغالبية النساء، بالإضافة إلى ذلك هناك عادات وتقاليد سائدة في المجتمع لابد من مواجهتها مثل الإنجاب المبكر وإنجاب عدد كبير من الأطفال باعتبار أن ذلك يعد صمام أمان للمرأة خاصة في الريف، فهم يعتبرون أن ذلك يمكن أن يقي من خطر الطلاق أو من خطر تزوج الزوج بأخرى.
أيضا عدم الوعي الكافي بضرورة المباعدة بين الولادات لإعطاء الأبناء الوقت الكافي للرعاية والتنشئة السليمة، مع انخفاض المستوى الاقتصادي للأسر، يظهر لنا مشكلة خطيرة وهي مشكلة عمالة الأطفال والتسرب من التعليم، وفى اليوم العالمى للفتاة وجه الدكتور عمرو حسن رسالة إلى المجتمع أن فتاة قوية = أسرة أكثر صحة ومجتمع أكثر وعيا فعندما تكون الفتيات متعلمات وقادرات على معرفة حقوقهن ومتمتعات بصحة جيدة، فهذا يعني مجتمع أكثر صحة واستقرارا، ووطن اكثر رفعة وتقدم وصدق شاعر النيل حافظ ابراهيم عندما قال :
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ