تابعت علي مدي أعوام من خلال الصحف وشاشات الفضائيات، وسيارات النصف نقل، وبعض تجار البطاطين «جملة وقطاعي» كم البطاطين التي قامت الجمعيات الخيرية والمصريون القادرون ماديا بتوزيعها علي فقراء مصر ممن لا يملكون ثمن بطانية او اثنتين او ثلاث.
ولانني لا املك احصائيات استطيع عرضها علي القارئ، سأقول فقط انني متأكدة من ان هناك عدداً كبيراً من الحاصلين علي بطاطين مصر يقومون ببيعها من كثرة ما لديهم منها، واستطيع أن أدعي علمي بذلك من خلال عدد من هؤلاء.
ولا أدري لماذا البطاطين فقط، ولماذا لا تمنح تلك الجمعيات الخيرية والافراد مشروعا صغيرا يوفر للاسرة حداً ادني من مستوي المعيشة، والامثلة كثيرة نعلمها جميعا، وتعرفها جيدا تلك الجمعيات وهؤلاء الافراد.
كان رحمه الله مصطفي امين صاحب فكرة ليلة القدر يفكر بطريقة مبتكرة، ولا يحل المشاكل المالية للفقراء بمنحهم مبلغا ماليا «وخلاص».. بل كان وكنا «كصحفيين عاملين في مشروعاته الخيرية جزاه الله عنها كل الخير» نذهب بأنفسنا للحالات المحتاجة ونكتب تقريراً عن الحالة، ووجهة نظرنا في حل مشاكلهم المادية او الصحية، ونجلس اسبوعيا مع «مصطفي بك» نناقش الحالات ونقترح «وكلنا لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره» كيفية مساعدة هؤلاء، وكان المشروع الصغير الذي يحتمل ميزانية مشروعي «ليلة القدر، ولست وحدك» هو الذي يحصل علي اغلبية الاصوات في حالة الضائقة المالية،والعلاج في احد المستشفيات في حالات المرض.
كان مصطفي امين رحمه الله رحمة واسعة «ومازالت أفكاره ومشروعاته» يفكر في غد الفقير، ولا يستسهل حل «مبلغ مالي شهري» فالمشروع الصغير ممكن يكبر، البقرة التي تدر علي اسرة فقيرة ربما مبلغاً صغيرا افضل عنده من منحهم الفاً او الفي جنيه، وفاترينة امام منزل الفقير افضل كثيرا من اعطائه ملابس لاولاده.
وكانت موضة البطاطين التي هي اسهل حل لأي قادر يريد ان يمنح الدفء لأسرة منتشرة بهذه الطريقة.
كفاية بطاطين، وليفكر القادر، والجمعيات الخيرية في مشروعات صغيرة ينمو معها الفقير حتي يصبح قادرا علي العيش بمجهوده.