بدأت حديثي الأسبوع الماضي عن زيارة صديق لي لألمانيا وهو يروي لي انبهاره بما رآه وشاهده بعينه من سلوكيات وأداء لدرجة انه وصل إلي حيرة من أمره .. كيف لا نكون مثل هؤلاء؟ وهنا جاء ردي عليهم بأن الفرق بيننا اختلاف في الثقافات لأنهم تربوا علي حب أنفسهم والوطن بمعني انه معتز بنفسه وبوطنه فهو يعمل ويحب ما يعمله حتي يكون في وضع يهيئ له أن يعيش عيشة كريمة وكذلك حتي يرفع من قيمته وقيمة وطنه، ثقافة اكتسبها من تراب هذا الوطن الذي يحيا علي أرضه، كما أن وطنه اهتم به منذ الصغر بتعليمه جيدا وبمنظومته الصحية لأنه عرف أنه يمتلك عقلا وهو في حاجة إلي هذا العقل، لم يعرف سياسة الفهلوة أو التعميم، بل نشأ نشأة غير التي تربينا عليها نحن نؤمن جيدا بالفهلوة وتعميم الزبون وننتشي، أي نصبح في قمة السعادة عندما ننصب علي بعض، أوعندما نقضي شيئا وقد دفعنا في مقابلها رشوة ونحكي عنها كأننا أنجزنا صرحا عندما نتحدث لبعض دخلت عليه واديته الورق وانا حاططت الأكرمية وقلتله صباح الفل وقتها يا بني قلي اتفضل يا باشا وخلص الموضوع، وفي الصنعة حدث ولا حرج في يا باشا بـ50، و100، 150 انت عايز شغل من ابو كام وفي الآخر كله بيتساوي ويلبس الزبون العمة دا بالنسبة لسياسة البشر، أما بالنسبة للحكومة فهي أيضا تؤمن بنفس السياسة التي اكسبتها لشعبها، هي ترصف لك الطريق اليوم وتعلم جيدا أنها غدا ستقضي عليه لإصلاح بعض المرافق، توفر لك بعض الخدمات وتتركك تعاني منها، أو تصبح فريسة لسماسرة التسليك، وعن التعليم فهو تجارة سواء كان خاصا أوعاما وكذلك الصحة فأنت فريسة لقطاعك الخاص أوالعام، عرفت بقي يا صديقي ما هو الفرق، بمعني أصح أننا نحفظ نغمها نرددها شعبا وحكومة أننا حضارة سبعة آلاف عام رغم أننا قضينا عليها بكل السياسات التي تجعل منا شعبا وحكومة في عداد الدول النامية التي لا تستيقظ أبدا من سباتها، فإذا أردت وطنا فعد له العدة بأبنائه، احترم هذه العقول وغذيها لأنها صناعة المستقبل، كن قدوة لشعب حتي يصبح الشعب قدوة للشعوب أخري تراه بأعينها.