نهار

ذاكرة المبدعين!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

صيانة تراث مبدعينا والحفاظ على ذاكرتنا الثقافية، يثير الاهتمام دائما وردود الأفعال لدى الكتاب والمثقفين.. بينما الدولة (ودن من طين وودن من عجين).. لا تنشغل ولا تهتم كما تفعل دائما، بما يتفق وتاريخ طويل من البيروقراطية، وسياسات التراخى وغياب التخطيط للحفاظ على تراثنا الثقافى والفني......على امتداد السنوات لم تنشئ الدولة سوى متحف أم كلثوم بالمانسترلى (2001) ومتحف محمد عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية (2002)... وأخيرا متحف نجيب محفوظ (2019) بعد أكثر من ١٢عاما من التعثر، والبحث عن مكان للمتحف!! بينما بيت طه حسين (رامتان) 1991، وبيت أحمد شوقى (كرمة بن هانئ) 1977، فهما بيوت أصحابها، تم التبرع بهما وبكل المخطوطات والمقتنيات والتذكارات والأوسمة والنياشين من أجل إقامة المتحف!!  
نحتاج بالتأكيد الى مئات المتاحف.. أو حتى متحف واحد كبير، يخصص  لتراث وأعمال ومخطوطات ومقتنيات الكثير من المبدعين الراحلين. سبق أن أعلن المركز القومى للسينما عن تخصيص قاعة ثروت عكاشة، كمتحف لمقتنيات الفنانين، ولحفظ التراث البصري، واستعادة أصول الأفلام السينمائية، لكن لم يكتمل المشروع!! فى المركز القومى للمسرح غرفة صغيرة جدا، تضم العديد من مقتنيات المبدعين المسرحيين (طربوش وعصا وعود وقسيمة زواج سيد درويش، ملابس مسرحية «سفير جهنم» ليوسف وهبي..20 ألف صورة نادرة لرواد المسرح المصري) ومقتنيات الكثير من رواد المسرح.. ثروة قومية بالتأكيد، لكن بحاجة الى مساحة لائقة لإقامة المتحف، وبحاجة الى تحديثها وإضافة المزيد من مقتنيات وتراث المبدعين.
الأمر لا يتطلب مناشدة ولا رجاء، ولا أمنيات، هى مسئولية وزارة الثقافة ودورها الواجب، ومسئوليتنا جميعا فى صيانة وحماية ذاكرتنا الثقافية وتراثنا الإبداعي.