هبة عبد الرحمن
هاشتاج تصدر مواقع التواصل الاجتماعى أثار ضجة فى الآونة الاخيرة، الهاشتاج الذى حمل اسم «العنف الاسرى» لاقى اهتمام مئات الزوجات اللائى يعانين من مشاكل زوجية ويتعرضن لعنف منزلى على يد أزواجهن، وراحت كل امرأة تروى مأساتها مما واجهته، ولم يقتصر العنف على الزوجات فحسب لكن وصل فى أحيان كثيرة إلى عنف ضد الأبناء كنوع من الضغط على الزوجة، والتساؤل كيف يمكن لكل زوجة أن تواجه ما يعرف بالعنف المنزلى لحماية نفسها وأبنائها؟
عالميًا صدر تقرير مهم من منظمة الصحة العالمية يؤكد؛ أن واحدة من كل ثلاث نساء في العالم، أي نحو 736 مليون امرأة، تعرضن لعنف جسدي أو جنسي خلال حياتهن، وأن واحدة من كل أربع إناث بين سن 15 و24 قد تعرضت بالفعل للعنف على يد شريك حياتها، وتقول منظمة الصحة العالمية؛ إن هذه أكبر دراسة من نوعها أجريت حتى الآن، وقد حللت المنظمة بيانات من دراسات أجريت في 161 بلدًا بين عامي 2000 و2018 للوصول إلى هذه التقديرات، ولا تتضمن الدراسة بيانات من فترة انتشار فيروس كورونا.
وتؤكد الدراسة؛ أن العنف من الشريك هو أكثر ما تم الإبلاغ عنه على مستوى العالم، إذ قالت نحو 641 مليون امرأة إنهن تعرضن للعنف من الشريك، وقالت 6% من النساء إنهن تعرضن للعنف من أشخاص غير الزوج أو الشريك، ويتضح من التقرير أن النساء اللواتي يعشن في بلدان محدودة الدخل، بما فيها جزر المحيطات وجنوب آسيا، وإفريقيا جنوب الصحراء، هن الأكثر عرضة للتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي من شريك الحياة.
وعلى المستوى المحلى فى مصر كانت قد وصلت نتائج مسح التكلفة الاقتصادية للعنف القائم على النوع الاجتماعى الذى أصدره المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أن هناك 5 ملايين و600 ألف امرأة يعانين من عنف على يد الزوج أو الخطيب سنويًا، وهناك 2 مليون و400 ألف امرأة اصبن بنوع واحد أو أكثر من الإصابات نتيجة العنف على يد الزوج او الخطيب، وأن مليون امرأة تركن منزل الزوجية نتيجة العنف على يد الزوج وتصل تكلفة السكن البديل أو المأوى عندما يتركن النساء منازلهن بسبب العنف على يد الزوج إلى 585 مليون جنيه سنويا، وتتعرض نحو 200 ألف امرأة سنويًا لمضاعفات فى الحمل نتيجة العنف على يد الزوج، ولم يتعد النساء اللائى يبلغن الشرطة بحوادث العنف 75 ألف امرأة.
مآسي ودموع
تقول «ندى.ع» 38سنة ربة منزل: تعرضت للضرب فى عز الفجر حتى كدت أموت على يد زوجى، ولم تكن المرة الاولى فقد اعتدت منذ زواجنا على معاملته القاسية، لكنى لم اتخيل أن الامر يصل إلى حد ضرب ابنتى الوحيدة ثمرة زواجنا، حيث تعدى عليها هى الاخرى بالضرب فلم أشعر إلا وانا فى قسم الشرطة احرر له محضر ضرب، وبالفعل صدر ضده حكم بالحبس لكنه استأنف وحصل على البراءة، والآن يطاردنى هو وامه برسائل تهديد إذا لم اتنازل عن كل القضايا ضده.
وبأسى تقول «أمنية.م» ربة منزل:زوجى وأمه ضربونى فى الشارع وانا بشترى ملابس العيد لابنى ومتطلبات البيت، وفتح عليّ «مطواة» حتى يطردنى من الشقة فالمطلوب منى اخدم والدته واخواته البنات، رغم إصابتي بانزلاق غضروفي، اقمت ضده دعوى طلاق مازالت منظورة أمام المحاكم.
اما «شيماء.ص» 37سنة فهي تتعرض لنوع اخر من الاعتداء وهو؛ الاغتصاب ولو اعترضت يكون مصيرها الركل والنوم على الارض هي وابنتها، لدرجة وكما تقول؛ كنت حاملًا وتعرضت للاجهاض بسبب حالتي النفسية السيئة.