شخصيات و حكايات

إكرامى الشحات.. وحش أفريقيا المخيف والحارس الوسيم

إكرامى الشحات
إكرامى الشحات

شوقى‭ ‬حامد

مشوارى‭ ‬فــى‭ ‬بلاط‭ ‬صاحبة‭ ‬الجـلالـة‭ ‬زاخر‭ ‬بالمواقف‭ ‬حاشد‭ ‬بالأحـــــــداث‭ ‬ملــــــىء‭ ‬بالعلاقات‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭.. ‬لأنه‭ ‬طـــال‭ ‬لأكــثر‭ ‬مــن‭ ‬أربع‭ ‬حقـب‭ ‬زمنيــة‭.. ‬فقد‭ ‬اسـتحق‭ ‬التســــــجيل‭ ‬واســــــتوجب‭ ‬التــــــــدوين‭.. ‬وعــــــــلى‭ ‬صفحــــات‭ ‬اآخرساعةب‭ ‬أروى‭ ‬بعضا‭ ‬مـــن‭ ‬مشاهده‭.‬

 

هو‭ ‬وحش‭ ‬أفريقيا‭ ‬المخيف‭.. ‬وهو‭ ‬قلب‭ ‬الأسد‭.. ‬وهو‭ ‬الحارس‭ ‬العملاق‭ ‬العنيف‭.. ‬وهو‭ ‬الحارس‭ ‬الأسطورى‭ ‬للأهلى‭ ‬ومنتخب‭ ‬مصر‭.. ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬الحراس‭ ‬التاريخيين‭.. ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬الأرقام‭ ‬القياسية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬المشاركات‭ ‬الدولية‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الشباك‭ ‬عذرية‭.. ‬والكابتن‭ ‬إكرامى‭ ‬الشحات‭ ‬أحد‭ ‬أينع‭ ‬الحبات‭ ‬فى‭ ‬عنقود‭ ‬أصحاب‭ ‬المواهب‭ ‬والمهارات‭ ‬كإنسان‭ ‬لديه‭ ‬ثروة‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬والأخلاقيات‭.. ‬هادئ‭ ‬وقور‭ ‬حصيف‭.. ‬متواضع،‭ ‬محب‭ ‬للخير،‭ ‬ميال‭ ‬للصدق،‭ ‬راغب‭ ‬فى‭ ‬الحق،‭ ‬مجافٍ‭ ‬للشر‭ ‬واضح‭ ‬فى‭ ‬الرأى،‭ ‬ناصع‭ ‬فى‭ ‬الفكر‭.. ‬وهو‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬مدينة‭ ‬السويس‭ ‬فى‭ ‬٢٦‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬٥٥‭.. ‬وعندما‭ ‬نزحت‭ ‬العائلة‭ ‬للقاهرة‭ ‬يمم‭ ‬وجهته‭ ‬شطر‭ ‬القلعة‭ ‬الحمراء‭ ‬حيث‭ ‬انضم‭ ‬لقطاع‭ ‬الناشئين‭ ‬عام‭ ‬٦٩‭ ‬ولموهبته‭ ‬الأصيلة‭ ‬وإمكاناته‭ ‬الجميلة‭ ‬تم‭ ‬تصعيده‭ ‬للفريق‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬٧١‭ ‬وتم‭ ‬إشراكه‭ ‬فى‭ ‬أولى‭ ‬المباريات‭ ‬الودية‭ ‬وكانت‭ ‬أمام‭ ‬السويس‭ ‬وفاز‭ ‬الأهلى‭ ‬5/1‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬بداياته‭ ‬الرسمية‭ ‬جاءت‭ ‬ليست‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬التوفيق‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خسر‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬السكندرى‭ ‬بهدف‭ ‬نظيف،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إمام‭ ‬المدربين‭ ‬حينذاك‭ ‬الكابتن‭ ‬عبده‭ ‬صالح‭ ‬الوحش‭ ‬بعيونه‭ ‬الخبيرة‭ ‬تمسك‭ ‬به‭ ‬وأصر‭ ‬على‭ ‬استمراره‭ ‬واستفاق‭ ‬الفريق‭ ‬فى‭ ‬اللقاء‭ ‬التالى‭ ‬وفاز‭ ‬الأهلى‭ ‬بنفس‭ ‬النتيجة‭ ‬على‭ ‬الإسماعيلى‭ ‬ولتتواصل‭ ‬المشاركات‭ ‬وتتصاعد‭ ‬النبرات‭ ‬التى‭ ‬تشيد‭ ‬بالحارس‭ ‬الكبير‭ ‬والعملاق‭ ‬الشهير‭ ‬وينضم‭ ‬الفتى‭ ‬إلى‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬ويصبح‭ ‬أحد‭ ‬الحراس‭ ‬التاريخيين‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬المحلى‭ ‬والقارى‭.. ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬الأرقام‭ ‬القياسية‭ ‬فقد‭ ‬تمكن‭ ‬إكرامى‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬كأساسى‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬٣٠٠‭ ‬مباراة‭ ‬مع‭ ‬الأهلى‭ ‬محطما‭ ‬الرقم‭ ‬المسجل‭ ‬باسم‭ ‬عادل‭ ‬هيكل‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬الموهوب‭ ‬عصام‭ ‬الحضرى‭ .

 ‬وظل‭ ‬محافظا‭ ‬على‭ ‬تألقه‭ ‬وتعملقه‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬١٨عاما‭ ‬لم‭ ‬يغب‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬اللعب‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المواجهات‭.. ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬فى‭ ‬٥٠‭ ‬مباراة‭ ‬دولية‭ ‬وأسهم‭ ‬فى‭ ‬الفوز‭ ‬بكأس‭ ‬فلسطين‭ ‬بتونس‭ ‬عام‭ ‬٧٥‭ ‬وبلوغ‭ ‬نهائيات‭ ‬دورتى‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬عامى‭ ‬٨٠‭ ‬بموسكو‭ ‬و٨٤‭ ‬بلوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬وأسهم‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوز‭ ‬بدرع‭ ‬الدورى‭ ‬مع‭ ‬الأهلى‭ ‬عشر‭ ‬مرات‭ ‬وخمس‭ ‬مرات‭ ‬كأس‭ ‬مصر‭ ‬وثلاث‭ ‬مرات‭ ‬بطولة‭ ‬أفريقيا‭ ‬أبطال‭ ‬الكأس‭ ‬ومرة‭ ‬واحدة‭ ‬للأندية‭ ‬الأبطال‭.. ‬واتخذ‭ ‬إكرامى‭ ‬القرار‭ ‬الصعب‭ ‬وهجر‭ ‬البساط‭ ‬الأخضر‭ ‬كلاعب‭ ‬عام‭ ‬٨٧‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يفارق‭ ‬معشوقته‭ ‬المستديرة‭ ‬كمدرب‭ ‬ثم‭ ‬كبير‭ ‬لمدربى‭ ‬الحراس‭ ‬بناديه‭ ‬الذى‭ ‬تربى‭ ‬فيه‭ ‬محاولا‭ ‬رد‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬جميله‭ ‬عليه‭ ‬فقام‭ ‬بصقل‭ ‬مواهب‭ ‬بعض‭ ‬المتألقين‭ ‬من‭ ‬بعده‭ ‬أمثال‭ ‬أحمد‭ ‬شوبير‭ ‬وعصام‭ ‬الحضرى‭ ‬وأمير‭ ‬عبدالحميد‭ ‬ثم‭ ‬قدم‭ ‬له‭ ‬أيضا‭ ‬فلذات‭ ‬كبده‭ ‬أحمد‭ ‬إكرامى‭ ‬الذى‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬ريعان‭ ‬الشباب‭ ‬وشريف‭ ‬إكرامى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يحترف‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأندية‭ ‬الأخرى‭. ‬

سار‭ ‬إكرامى‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬المايسترو‭ ‬صالح‭ ‬سليم‭ ‬الذى‭ ‬جرب‭ ‬حظوظه‭ ‬فى‭ ‬التمثيل‭ ‬السينمائى‭ ‬وشارك‭ ‬فى‭ ‬أربعة‭ ‬أفلام‭ ‬هى‭ ‬ارجل‭ ‬فقد‭ ‬عقلهب‭ ‬عام‭ ‬٨٠‭ ‬وامرسى‭ ‬فوق‭ ‬مرسى‭ ‬تحتب‭ ‬عام‭ ‬٨١‭ ‬وايارب‭ ‬ولدب‭ ‬عام‭ ‬٨٤‭ ‬واإحنا‭ ‬بتوع‭ ‬الإسعافب‭ ‬فى‭ ‬نفس‭ ‬العام‭.. ‬ولايزال‭ ‬الرجل‭ ‬متعه‭ ‬الله‭ ‬بالصحة‭ ‬ووهبه‭ ‬التوفيق‭ ‬يجتهد‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬واجبه‭ ‬كخبير‭ ‬ومشرف‭ ‬على‭ ‬مدربى‭ ‬حراس‭ ‬المرمى‭ ‬بالأهلى،‭ ‬ومن‭ ‬يتابعه‭ ‬عندما‭ ‬يلج‭ ‬بوابة‭ ‬النادى‭ ‬ومقره‭ ‬بمدينة‭ ‬نصر‭ ‬فى‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭ ‬ولايغادرها‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬غروب‭ ‬الشمس‭ ‬لايسعه‭ ‬إلا‭ ‬الدعاء‭ ‬له‭ ‬بالصحة‭ ‬ليواصل‭ ‬مشواره‭ ‬العملي‭.. ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬حظى‭ ‬أننى‭ ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القامة‭ ‬كلاعب‭ ‬وكمدرب‭ ‬وكصديق‭ ‬وإنسان‭ ‬حيث‭ ‬يجمعنا‭ ‬الانتماء‭ ‬إلى‭ ‬عائلة‭ ‬صديقة‭ ‬هى‭ ‬عائلة‭ ‬الحاج‭ ‬عطية‭ ‬وأشهد‭ ‬له‭ ‬بحسن‭ ‬الطوية‭ ‬والبكارة‭ ‬الفطرية‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬النقية‭ ‬والاجتهادات‭ ‬الدنيوية‭ ‬والدينية‭ ‬والكفاءة‭ ‬العائلية‭ ‬وهو‭ ‬رب‭ ‬لعائلة‭   ‬سوية‭ ‬عفيفة‭ ‬تتمسك‭ ‬بالمبادئ‭ ‬والأسس‭ ‬التربوية‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬جد‭ ‬حنون‭ ‬رءوم‭ ‬بأحفاده‭ ‬وحفيداته‭.‬