نوبة صحيان

محطات النصر

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

استيقظ الغرب يوم التاسع من أكتوبر (قبل ٤٨ عاما من الآن) على اندلاع الحرب فى الشرق الأوسط.. ولم يدر أهل الغرب أن خرائطهم وأولياتهم السياسية ستتغير عند الغروب إثر هجوم الجيش المصرى لتحرير أرضه المقدسة..

وصدق چان كلود چويلبوند مراسل اللوموند الفرنسية فى إسرائيل عندما كتب وقتها: «انتهت الأسطورة وانهارت الفقاعة أو الشرنقة التى بناها الإسرائيليون من حولهم بعد يونيو ١٩٦٧».. ومع التقدم فى سير العمليات الحربية على الجبهة بعد العبور العظيم..

كان كل يوم، بل كل ساعة وربما دقيقة تمثل محطة مهمة من البطولات التى قدمها رجال جيشنا، وتوحدت فيها مشاعر كل المصريين وانصهرت فى بوتقة واحدة.. مُنيت إسرائيل بخسائر فادحة فى الأفراد والأسلحة والمعدات، وقبلها سقط خط بارليف المنيع..

كنز إسرائيل الاستراتيچى فى الساعات الأولى من ساعة الصفر..

وتُوج القتال يوم ٩ بوقوع عساف ياجورى قائد اللواء المدرع الإسرائيلى الأول فى الأسر، واستمرار نزيف الخسائر الإسرائيلية، ووقع طيارو سلاح الجو «الذى كان لا يُقهر» فى أيدى رجالنا بعد قصف طائراتهم بصواريخ دفاعاتنا الجوية..

وتوالت الانتصارات حتى دارت على ارض سيناء اعنف معارك الدبابات فى التاريخ وأشدها ضراوة، واعترف موشيه ديان وزير الحرب الإسرائيلى وقتها بما آلت إليه الأوضاع على الجبهة المصرية قائلا: «هذه حرب صعبة.. معارك الدبابات فيها عنيفة، ومعارك الجو قاسية..

إنها حرب ثقيلة بأيامها، غزيرة بدمائها، وليس أمامنا إلا أن نقاتل بقلوب كسيرة».. ودارت معركة المنصورة الجوية يوم ١٤ أكتوبر، وهى تُعد أطول وأضخم المعارك الجوية فى التاريخ العسكرى، بمشاركة ٢٠٠ طائرة حربية، منها ١٢٠ من أحدث الطرازات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلى، مقابل ٨٠ طائرة حربية مصرية فقط من طرازات متقادمة لكن كُتب لنا فيها النصر، فأصبح تاريخها عيدا لقواتنا الجوية!!

وتوالت محطات النصر، وانتهت الحرب بعد ١٦ يوما من القتال، الحرب التى يقولون عنها فى الغرب والشرق أنها «قطعة فريدة» من فنون الحرب، ولذلك يتدارسونها حتى اليوم.