رغم كل المؤشرات الدالة علي أننا اصبحنا علي مشارف الدخول في معترك السباق الانتخابي للبرلمان الجديد، إلا أن الملاحظ واللافت وجود حالة من الضبابية، مسيطرة علي المناخ العام المحيط بالاحزاب والقوي والرموزالسياسية، المنتظر والمتوقع مشاركتها في السباق وخوضها للمعركة الانتخابية. والمثير للانتباه ذلك الانطباع الذي اصبح سائداً لدي جميع المهتمين والمتابعين للشأن العام، بتردد هذه الاحزاب وتلك الرموز والقوي، وعدم قدرتها علي حسم مواقفها، تجاه القضايا المتعلقة بالانتخابات، حتي اصبح شعار اللا اتفاق والاختلاف هو اللافتة المرفوعة، والمعمول بها، في جميع اللقاءات والاتصالات والحوارات القائمة والجارية بينها. ويستطيع أي متابع للشأن العام ومجريات الاحداث وتطوارتها علي الساحة السياسية، ان يلمس ذلك بوضوح، من خلال الاخبار المتواترة في كل يوم تعلن عن اتفاق وشيك بين بعض الاحزاب، علي التعاون والتنسيق المشترك في الانتخابات، ثم لا يمر سوي وقت قصير حتي تأتي اخبار اخري تنفي ما سبق، وتؤكد أنه لا اتفاق ولا إختلاف،...، حتي بات الأمر كله مدعاة للحيرة، وفي بعض الأحيان للسخرية ايضاً. وفي كل ذلك بات واضحا اننا امام حالة من الارتباك العام مسيطرة علي الاحزاب بصفة عامة، وأيضاً علي القوي والرموز السياسية المتصدرة للمشهد السياسي بصفة خاصة، وأن هناك غيابا لرؤية وتوافقا عليها من الجميع، بخصوص الانتخابات القادمة، والأسس والقواعد التي يجب ان تقوم عليها التحالفات، ويتم بناء عليها التنسيق والتعاون أو الائتلاف. ولكن الأهم من ذلك كله، ولعله الاخطر ايضاً، هو أنه بالرغم من الاقتراب الحثيث للانتخابات، الا ان ما اصبح لافتاً، هو ذلك الغياب الواضح للأحزاب والقوي السياسية، عن التواجد المؤثر في الشارع وبين الجماهير،....، وهو مالا يدعو للتفاؤل ولا يبشر بالخير.