هوس «الفلاتر».. سبب الإصابة باضطراب «ديسمورفوبيا»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

"السيلفي" ليست مجرد صورة عادية للاحتفاظ بذكرى أو لحظة لا تنسى ولكنها تحولت إلى "هوس" خلقه التوسع في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي فما يجب أن يتم تصويره تخطى الأشخاص وتكوين الذكريات ليصل إلى الطعام والطريق وكأنها توثيق لكل أحداث اليوم كل ذلك قد يبدو أمر عادي للبعض ولكن تكمن الخطورة الحقيقية مع الاستخدام المفرط لـ "الفلاتر" والذي يتحول مع مرور الوقت إلى مرض نفسي يجب علاجه.

 

فقضاء وقت طويل لتعديل الصورة أو في اختيار الفلتر الأفضل للوصول إلى الكمال هو أمر لا يرتبط فقط بشكل قوي بالنرجسية والاهتمام الزائد بالنفس وإنما يعد مؤشر قوي للإصابة باضطراب "تشوه الجسم" أو ما يطلق عليه "ديسمورفوبيا-dysmorphobia" عدم رضا الشخص عن نفسه ومظهره.

 

فوفقا لـ موقع "Mayo Clinic" الطبي فإن " اضطراب تشوه الجسم" أو " الديسمورفوبيا" هو اضطراب يدخل ضمن أمراض الصحة النفسية والعقلية حيث لا يتمكن الشخص من التوقف عن التفكير في العيوب التي يتصورها عن مظهره حتى وإن كانت هذه العيوب بسيطة أو لا يراها الأخرون وإنما هو دائما ما يشعر بأن هناك نقص ما في مظهره يحاول التغطية عليه ويشعر بالحرج الشديد والخجل والقلق لدرجة تجعله يتجنب الكثير من المواقف الاجتماعية.

 

وغالبا ما تدفع صور السيلفي الأشخاص وخاصة الشباب المراهقين في سن 17 و18 عام إلى التركيز بشكل أكبر مع مظهرهم وعلى أجزاء معينة في شكلهم مثل الأنف وعيوب البشرة ومظهر الشعر وحجم العضلات بالنسبة للذكور مما يؤدي إلى وقوع عواقب نفسية خطيرة كالاكتئاب الشديد واضطراب القلق الاجتماعي (الرُّهَاب الاجتماعي) واضطراب الوسواس القهري واضطراب الشهية والذي يصل في أحيان كثيرة إلى محاولة إيذاء النفس بسبب عدم الشعور بالرضا عن المظهر.

 

وما يزيد من خطورة الأمر هو استخدام "الفلاتر" والتي تشجعهم على اتخاذ خطوة إجراء عمليات جراحية تجميلية لتحقيق الرضا على الرغم من عدم وجود وضع يتطلب إجرائها فمثلا يتم تغيير لون العيون عن طريق تلك الفلاتر وما أن يشعر الشخص بعدها بالرضا يلجأ إلى طلب عدسات رغم عدم معاناة عيونهم من أي عيب وهو ما يفسر زيادة طلبات إجراء عمليات تجميل من قبل المراهقين بشكل خاص حيث أظهر استطلاع للأكاديمية الأمريكية لجراحي تجميل وترميم الوجه أن 42% من الجراحين استقبلوا مرضى يريدون الخضوع لعمليات لتحسين صورهم السيلفي.