رجال الغرب امتازوا بالأمومة في 1960.. فما رأي الأب الشرقي؟

رجال الغرب يساعدون زوجاتهم في تربية الأطفال
رجال الغرب يساعدون زوجاتهم في تربية الأطفال

ثورة جديدة في أوروبا ظهرت عام 1960 بعد أن ترك الرجل الأوروبي عرشه وقام بمساعدة زوجته في أعمال المنزل بدأ يواجه مسئولية جديدة وهي تربية الأطفال.

وتوجهت الموضة في أوروبا إلى أن الرجل هو الذي يلاعب الطفل ويطعمه ويلبسه، والصحف والمجلات التي كانت مملوءة بصور الأمهات يلاعبن الأطفال، بدأت تمتلئ بصور الرجال في أوضاع «أمومة» مختلفة.

 وكان تبرير هذه الموضة أن الأب المتحفظ الذي يعامل أولاده بشيء من التكلف يجب أن يختفي ويحل محله الأب الذي يأنس له الأولاد والبنات ويلجأون إليه، وهذا لا يحدث إلا إذا شب الطفل وهو يرى أباه يضمه ويحمله على كتفه ويضعه في «البانيو».

 فكيف كان رأي الأم الشرقية والأب الشرقي في هذا الأمر، وما هي الحدود التي يمكن أن تفصل بين مهمة الأب ومهمة الأم؟، هذه الأسئلة طرحتها جريدة أخبار اليوم وتم نشرها في عددها الصادر في 5 ديسمبر 1959.

لفة الطفل

وأجاب الدكتور أحمد زكي أستاذ علم النفس في هذا الوقت قائلا: إذا كان الرجل لا يجد عيبًا في أن تخرج زوجته إلى العمل، فلا أظن أنه سيجد عيبًا في تحمل جزء من المسئولية في البيت.

أما تحديد ما يصح أن يقوم به الرجل في الميدان المنزلي وما لا يصح فيتوقف على شخصيته وقدرته، فقد يقبل رجل أن يشرف على مذاكرة أولاده، ولكن قد يشعر أنه يفقد شيئًا من كرامته كرجل ورب أسرة إذا تولى تغيير «لفة الطفل»، وقد يقبل رجل آخر القيام بهذه الأعمال في بساطة.

حرام !

أما الدكتور الصيدلي عبد المعطي القوصي قال: الثورة التي تتحدثون عنها ليست سوى مرض، انتشر في الخارج وظهرت أعراضه عندنا.

إنني أعتبر هذا قسوة، ولكنها قسوة لا مفر منها فهي وليدة قسوة الحياة وزيادة تكاليف المعيشة التي اضطرت الرجل إلى النزول عن كبريائه والسماح لشريكة حياته أن تخوض معركة مشاركته في كسب لقمة العيش، ومن ثم فلن يصبح هيبًا أن يغسل الرجل الصحون ويحمي الأطفال.

من الذي يلد

وقالت السيدة زينب فهمي ناظرة مدرسة: أعتقد أن هذه الثورة ستفشل قبل وصولها إلى الشرق، فرجالنا لن يستطيعوا تنفيذها حتى وأن آمن بعضهم بها نظريًا، لأنهم نشأوا على أن تربية الأطفال من صميم اختصاص المرأة، وهي حقيقة فهي التي حملت ووضعت ولا تمل من مراعاتهم.

إذا كانت مريضة

وقال الدكتور محمود العسقلاني مدير بنك: ليس عيبًا أن يتعادون الرجل مع زوجته في تربية أولاده، ولكن في حدود، فمن واجب الأب أن يشرف على دراسة أولاده وأن يجلس معهم في فترات راحته ليرفه عنهم ويوسع من مداركهم بمعلوماته.

أما أن يقوم بتغيير ملابسهم وإطعامهم فهذا لا يصح أبدًا أن يكون إلا في حالة واحدة، كأن تكون زوجته مريضة جدًا أو على سفر.

 المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم