مصرية

من هنا بدأت الحكاية

إيمان همام
إيمان همام

أول أرض تجمع فيها اليهود من جميع أنحاء العالم هى مدينة بيروبيجان فى عام 1928، أى قبل إعلان قيام دولة إسرائيل بحوالى 20 عاماً، حيث قرر "ستالين" فى عشرينيات القرن الماضى منح اليهود وطناً فى أقصى الشرق الروسى، فأنشأ رسمياً لهم مقاطعة يفيرسكيا أوبلست وتعنى بالروسية المقاطعة اليهودية بيروبيجان هى عاصمة منطقة الحكم الذاتى اليهودية فى روسيا، وهى تعتبر أكبر مدنها، وهى تتمتع بحكم ذاتى وعاصمتها بيروبيجان وتقع على بعد خمسة آلاف كيلو متر شرق العاصمة الروسية موسكو ولاتزال هذه المقاطعة قائمة حتى يومنا هذا، لكن لايسكنها غير حاكمها، فقد هجرها اليهود وتعللوا بسوء الأحوال بها، وتبلغ نسبة اليهود بها 2٪ فقط من السكان حاليا بعد أن هجروها ليهاجروا إلى الأرض الفلسطينية، ونرجع إلى الماضى نجد أن ستالين الزعيم الروسى أرسل مبعوثيه إلى الولايات المتحدة وأوروبا وفلسطين وهى تحت الاحتلال الإنجليزى، وكان هؤلاء المبعوثون يحملون لليهود ولحكومات الدول التى يعيشون فيها رسالة واضحة ومحددة وهى أن ستالين ولأول فى تاريخ الدولة البلشفية يعترف بالوضع الخاص لليهود، وقرر منحهم جمهورية مستقلة ذاتياً يبنون فيها كيانهم الذاتى وشخصيتهم المستقلة، وسمح لهم بإنشاء مدارسهم الخاصة يتعلمون لغة البريتس مما جعل رسالة هؤلاء المبعوثين أكثر جدية وإقناعاً، إنهم كانوا يحملون ألبومات من الصور يظهر فيها يهود بيروبيجان وهم يعملون فوق الجرارات الزراعية فى حقولهم وتظهر ابتسامات أطفالهم وهم يلهون فى مدارس تحمل أسماء عبرية، وفوق كل هذا أضاف ستالين منحة جديدة وهى منح كل يهودى عند وصوله إلى بيروبيجان للاستقرار فيها مبلغ 600 رويل وهو فى ذلك الوقت مبلغ كبير بمقاييس ذلك الزمن، يعنيهم على بناء حياته الجديدة فى جمهوريته الذاتية.. وكان هدف ستالين من إقامة كيان لليهود فى الاتحاد السوفيتى السابق، هو إبعادهم عن مراكز اتخاذ القرار أى أراد التخلص منهم وتقليص نفوذهم وبالفعل جاء اليهود من الأرجنتين وفنزويلا ومن سان فرانسيسكو بحثا عن معيشة أفضل، وسرعان ما بدأت هجرة اليهود من بيروبيجان ولتحقيق ذلك قامت أغنى المؤسسات فى بيروبيجان وهى مؤسسة سوكنوت وهى فرع من الوكالة اليهودية بتوفير مساعدات سخية لتشجيعهم على الهجرة إلى فلسطين المحتلة، وكانت بيروبيجان محطة لتجربتهم من أجل الوطن المستقل لهم وهو فلسطين المنوى اغتصابها ولابديل عنها.