عبقرية التضامن العربى

التضامن الشعبي.. أعطى قوة دفع للقوات المسلحة بمشاركة وحدات عسكرية من دول عربية

زعماء العرب ساندوا مصر خلال معركة الكرامة
زعماء العرب ساندوا مصر خلال معركة الكرامة

كانت بحق لحظة عبقرية شاهدنا فيها أهمية التكامل بين الشعوب العربية لتحقيق الانتصار.. كانت الأمة العربية لأول مرة على قلب رجل واحد.. تشبثت بإرادة النصر على العدو الإسرائيلى فانتصرنا فى أكتوبر 1973.. المعركة لم تكن أبدا معركة مصر وحدها.. أو سوريا وحدها.. بل كانت معركة العرب أجمعين.. منهم من قدم الرجال والسلاح على اتساع جبهات القتال فى سيناء والجولان.. ومنهم من قدم المال.. ومنهم من أشهر سلاح البترول فى وجه من يدعم الأعداء..فكانت قومية المعركة


الفريق سعد الشاذلى رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال حرب أكتوبر رصد فى مذكراته حجم الدعم العسكرى العربى لدولتى المواجهة (مصر وسوريا) فى حرب أكتوبر وقال «إن التعاون العربى خلال حرب أكتوبر كان أفضل صورة ظهر بها العرب منذ إنشاء إسرائيل». ويؤكد الفريق الشاذلى أن الدول التى لم تشارك عسكريا فى المعركة «لا يعنى إحجاما منها عن المشاركة، وإنما يعنى أنه لم يكن لديها ما تستطيع أن تقدمه للمعركة».


 وأضاف الشاذلى أن 9 دول عربية قدمت دعما بالسلاح والرجال لمصر وسوريا، هى حسب ترتيب حجم ما قدمته كل منها كالتالى: العراق والجزائر وليبيا والأردن والمغرب والسعودية والسودان والكويت وتونس.


ويعد أهم إسهام قدمته دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وهو الاستخدام الناجع والفعّال لسلاح النفط، وتوظيفه فى المعركة بصورةٍ أثبتت تأثيرها الكبير. السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق أكد أن الشعور العربى كان يفوق أى شعور آخر فحدث تضامن عربى بجانب التنسيق غير العادى بين الرئيس الراحل أنور السادات والملك فيصل ،فتم تقليل انتاج البترول، فحدثت مجاعة بترول، فكل من كان يحصل على البترول العربى وكأنه قضية مسلم بها مثل الأوروبيين وعوا الدرس جيدا ووجدوا أنه لا يمكن تجاهل العرب ومصالحهم ،فأصبحوا يقدرون أن تكون هناك علاقات طيبة بالدول العربية.


وأضاف لـ«الأخبار» انعكس ذلك على الحوار العربى الأوروبى والعلاقات العربية بمختلف تجمعات العالم ،وكل ذلك يرجع فيه الفضل للتضامن العربى وحرب البترول، إلى جانب حرب التحرير التى قامت بها قواتنا المسلحة.


وأشار إلى أن المساندة عربية كانت واضحة سواء فى حرب البترول التى قادها الرئيس السادات والملك فيصل، بجانب القوات العربية المشاركة، فيعد ذلك مشاركة وجدانية فى الانتصار.


 من جانبه قال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق إن التضامن العربى فى حرب أكتوبر كان من الناحية العسكرية والناحية الاقتصادية بالضغوط والأوراق الاقتصادية القوية .


وأضاف أنه كان هناك تضامن شعبى أيضا بجانب التضامن الرسمى، وهو ما أعطى قوة دفع كبيرة للقوات المسلحة المصرية والعربية بمشاركة وحدات عسكرية من دول عربية عديدة منها الجزائر والسودان والمغرب، وهو يمثل نموذجا للعمل العربى المشترك فى مرحلة من المراحل التى اقتضت أن يكون التضامن على هذا المستوى.