بعد رحلة شاقة للرئيس السيسي الي الصين استغرقت ٤ ايام بما فيها ساعات السفر بالطائرة والتي قطع خلالها ٢٥ الف كيلو متر ذهابا وايابا.. علينا ان نفكر ونتحرك لبحث ودراسة وسائل استثمار النتائج. حان الوقت للتخلي عن رفاهية العادة السيئة التي طالما جعلت الاجهزة المختصة علي مستوي الدولة تتناسي الكثير مما يمكن ان نستفيد منه من كل ما يتم التوصل اليه من اتفاقات خارجية. كان لابد من التطرق الي هذه القضية علي ضوء سوابقنا السلبية لما سبق وحدث لزيارات مماثلة لرؤسائنا الاسبقين. اذكر في هذا المجال انه يجري اكتشاف منح بمئات الملايين من الدولارات تم الاتفاق عليها واغفل استخدامها او الاستفادة منها بسبب الاهمال والتهاون إلي ان نفذ موعد تفعيلها واصبحت غير مجدية. انني ارجو من مؤسسة الرئاسة اسناد متابعة ملف الزيارات التي يقوم بها الرئيس الي شخصية مشهود لها بالخبرة والهمة علي شاكلة فايزة ابوالنجا عندما كانت مسئولة عن وزارة التعاون الدولي. هذه الشخصية التي يجب اختيارها بدقة لهذه المهمة عليها ان تتولي عملية التنسيق بين الاجهزة الحكومية المختلفة فيما يتعلق بما تم الاتفاق عليه. ان عليها ان تتحمل مسئولية قيام هذه الاجهزة باجراء الاتصالات واتخاذ جميع الاجراءات لتحقيق الاستفادة الواجبة في كل المجالات. بالطبع  هناك اولويات لقائمة احتياجاتنا تأتي في مقدمتها مشروعات الطاقة المتجددة ووسائل النقل البري كالقطارات وتنشيط حركة السياحة الوافدة . كما هو معروف فان الصين حققت نجاحا هائلا أكد تفوقها علي كل دول العالم المتقدمة في انتاج الألواح العاكسة التي يتم استخدامها في توليد الطاقة الشمسية. استطاعت ان تصل بتكلفة انتاجها الي حوالي النصف وهو ما أدي الي اغلاق معظم الشركات الغربية المنتجة لها وقيام الشركات الصينية بشراء معظمها. من المؤكد ونحن نعاني من مشكلة نقص الطاقة ونقص الموارد المالية اللازمة لشراء الوقود اللازم للمحطات الحرارية أنه لم يعد امامنا سوي اللجوء الي الطاقة الشمسية التي حبانا الله بها بوفرة طوال العام. من ناحية اخري فاننا نحتاج الي تشجيع الاستثمارات الصينية في اقامة المصانع في منطقة محور قناة السويس استثمارا لما سوف يترتب عليه من رواج للتجارة العالمية وتحويل مصر الي اكبر مركز لصناعات وتجارات الترانزيت. حول هذا الشأن لابد وان ندرك ان المنظومة الاقتصادية العالمية تقوم علي تحقيق المنفعة المتبادلة لكل الاطراف المشاركة. علي هذا الاساس فان الاستثمارات لاتأتي الي مكان الا اذا كان المناخ مهيأ تماما لممارسة نشاطها سواء فيما يتعلق بالقوانين او العمالة المدربة الي جانب المقومات الطبيعية.