عبقرية التحرير الثاني.. أحفاد أبطال أكتوبر طهروا سيناء من «الإرهاب الأسود»

عبقرية التحرير الثانى
عبقرية التحرير الثانى

إن إصرار الرئيس عبدالفتاح السيسى على تطهير سيناء من الإرهاب و البدء في تنميتها تنمية شاملة كان ذلك بمثابة بداية «التحرير الثاني» لسيناء من مخطط كبير أراد أن يجعلها صحراء جرداء طاردة لأهلها ليتم قنصها حين تضعف القدرات المصرية عقب التحرير الأول فى أكتوبر 73.

كانت حرب أكتوبر حربا بين جيشين أما الحروب الآن فتأخذ شكلاً آخر بهدف القضاء على الدول من خلال الارهاب.. وطوال 9 سنوات مضت قدمت مصر وقواتها المسلحة والشرطة المدنية الكثير من التضحيات للحفاظ على انجازات ابطال وشهداء حرب أكتوبر المجيدة ..إن ما عانته سيناء ما قبل ثورة 30 يونيو كان حصاد الإهمال وعدم الاهتمام طوال سنوات مضت ولقد تم استغلال هذه الظروف لتوطين الإرهاب بها لتحقيق أغراض سياسية مشبوهة وأن تصبح محتلة وبصور أخرى لصالح بعض الأطراف .


كان تراجع الأوضاع الأمنية وانتشار البؤر الإرهابية والإجرامية فى محافظة شمال سيناء يمثل تحدياً وتهديداً قوياً للأمن القومى المصرى .. بل كان من الممكن أن تمتد هذه التهديدات لتنال من الأمن الإقليمى والعالمى أيضاً ... ومن هذا المنطلق بدأت قواتنا المسلحة والشرطة المدنية منذ 7 أغسطس 2012 فى تنفيذ عمليات عسكرية ونوعية لمواجهة إرهاب حديث وممول بمليارات الدولارات.


البداية كانت مع تصاعد حدة الأحداث بشمال سيناء بشكل غير مسبوق بعد نجاح ثورة 30 يونيو حيث قامت العناصر الإرهابية من التكفيريين والإجراميين بتصعيد عملياتها ضد عناصر إنفاذ القانون من القوات المسلحة والشرطة المدنية وترويع وتهديد حياة المواطنين من أبناء سيناء من خلال استهداف الأكمنة وقتل للجنود و تخريب للمنشآت و تفجير خطوط الغاز واستهداف الأهداف المدنية وحتى المصلين فى المساجد لم يسلموا منهم فى واقعة هزت العالم بعد استشهاد 235 مصليا فى هجوم على مسجد الروضة بسيناء عام 2017.

التحول الحاسم

وخلال السنوات الأولى التى تلت ثورة 30 يونيو تحملت القوات المسلحة الكثير من الخسائر والشهداء و بعد استنزاف كافة جهود الحوار الفكرى ومحاولات الدعم الدينى والنفسى لهذه العناصر ...بعدها قررت القوات المسلحة التحول من رد الفعل إلى الفعل وتوسيع عملياتها ضد العناصر الإرهابية والإجرامية والتعامل معها بكل قوة وحسم الأمر واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بالتعاون مع أجهزة وزارة الداخلية وبدعم من أبناء سيناء المخلصين للتصدى للإرهاب الغادر وتطهير سيناء من البؤر الإرهابية والإجرامية وفرض سيطرة الدولة وإعلاء كلمة القانون.


أسس عسكرية

لم يكن تحقيق النجاح الأمنى الكبير فى سيناء عفويا بل كان قائما على أسس واعتبارات عسكرية و أمنية تم مراعاتها عند التخطيط لتنفيذ العمليات الأمنية المختلفة ووفقاً لاعتبارات ومحددات وضوابط معينة أبرزها:

أولا : تنفيذ أهداف المهمة الأمنية بأعلى درجة من النجاح وأقل قدر من الخسائر البشرية و المادية والمعنوية.

ثانيا: اقتصار المواجهة مع العناصر المسلحة التى ترفع السلاح لتهديد الأمن فهى ليست ضد أصحاب فكر يتطلب الحوار وبناء القناعات والإدراك السليم.

ثالثا: الطبيعة الطبوغرافية لسيناء والتى تحمل سمات متنوعة ما بين الأراضى الزراعية والصحراوية والجبلية إلى جانب المدن السكنية وكان يستفيد من طبيعتها الواعرة المجموعات الخارجة عن القانون وتتطلب ذلك ايضا تنوعا فى تشكيل القوات ونظم التسليح للتعامل معها.

رابعا: مراعاة التركيبة الديموجرافية للسكان بعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم التى حرصت القوات المسلحة على احترامها كأساس للعلاقة الوثيقة بين الجيش وأهالينا فى سيناء وكان ذلك إحدى ركائز العمل الوطنى لتحقيق المصالح القومية على هذا الاتجاه إلى جانب عدم المساس بحقوق وحريات ومصالح أهالينا فى سيناء.

خامسا: امتلاك المعلومات الدقيقة وخريطة الأهداف التى تشكل الضمانة الأساسية لتحقيق المهمة بنجاح كامل وهذا ما تم تنفيذه على مدار أكثر من 8 أعوام ونجح فى القضاء على أغلب أعشاش وأوكار «الغرابيب السود» من جماعات جهادية تكفيرية و تابعين لجماعة الأخوان المحظورة وجماعات أخرى تتبع دولا تريد النيل من مصر وزعزعة استقرار الوطن.


البؤر الإرهابية

سادسا: فرض الأمن كأحد عناصر خطة متكاملة لإحياء التنمية والتطوير على أرض سيناء ... وأحد عناصر خطة واسعة للتصدى لكافة منابع التأثير على الأمن فى سيناء من مختلف الاتجاهات.

سابعا: لم تقتصر عمليات القوات المسلحة فقط على مداهمة البؤر الإرهابية والإجرامية بل شملت مقاومة أعمال الهجرة غير الشرعية وأعمال التهريب بمختلف أنواعها خاصة للمواد المخدرة والعملات الأجنبية التى كانت مصدرا لتمويل أغلب العمليات الإرهابية.

ثامنا: شملت العمليات الأمنية الرئيسية التى تم تنفيذها على مدار السنوات الماضية تواجدا أمنيا ومداهمات داخل قرى واماكن فى شمال سيناء لم يدخلها أى عنصر أمن رسمى للدولة منذ سنوات طويلة وتم تطهير أغلبها.وقد أسفرت تلك العمليات الأمنية عن ضبط عدة آلاف من العناصر التكفيرية كما تم ضبط آلاف من الأسلحة الثقلية والهاونات والصواريخ المضادة للطائرات ورشاشات و قواذف ار بى جى إلى جانب عدد كبير من الأسلحة الخفيفة والثقيلة.

تاسعا: الإجراءات التى قام بها الجيش المصرى طوال السنوات الماضية نجحت فى تدمير فاعلية شبكة الأنفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة بشكل شبه كامل.
إن العمليات العسكرية فى سيناء وصلت إلى معدلات أداء قوية نجحت بالفعل فى هدم مخطط كبير لتحويل ارض سيناء الى كتلة مشتعلة من النيران.

أخيرا تحية شكر وعرفان إلى رجال القوات المسلحة وشهدائها والى رجال الشرطة المدنية وشهدائها على ما بذلوه من جهد وعرق ودم..أثبتوا بالفعل انهم احفاد أبطال 6 أكتوبر وهم لايزالون على الوعد والعهد..لن يغادروا أرضها إلا بعد تطهيرها كاملاً من براثن الإرهابيين والخارجين عن القانون واستمرار تنفيذ عملية التنمية الشاملة والحقيقية لصالح أهالينا فى سيناء باعتبارهم خط الدفاع الأول عن أمن مصر القومى. وفى النهاية ستبقى مصر هى عاصمة التاريخ البشرى ومهد الحضارة الإنسانية ورمز الوسطية والتعددية والانفتاح والتسامح و سوف تهزم الإرهاب والعنف والتاريخ خير برهان.