الكاريكاتير شاهد على حرب أكتوبر.. رسم بوادر النصر وكسر أنف جولدا مائير

أحد رسوم الكاريكاتير في حرب أكتوبر
أحد رسوم الكاريكاتير في حرب أكتوبر

جاهين يرسم يوم 7 اكتوبر بوادر النصر

مصطفى حسين يكسر أنف جولدا مائير

حجازى يفزع نيكسون من نومه

صاروخان يساوم رئيسة وزراء اسرائيل

رخا يحذر من الاعتداء على خطوط الهدنه 

 

من الخطأ اقتصار انفعال الإضحاك دون غيره على فن الكاريكاتير فالسخرية ركيزة أساسية فى الصورة الكاريكاتيرية ولكنها ليست كل الركائز فهناك أغراض أخرى تشكل دورا مهما فى الفن الكاريكاتيرى كاستخدام الفن فى حملات التوعية ضد التدخين وتنظيم الأسرة ولكن يبقى دور مهم استخدم فيه الكاريكاتير سلاحا نفسيا فى الحرب لرفع الروح المعنوية وارهاب الأعداء والسخرية من قدرتهم المزعومة بدأت مع بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية فقد تركها الحلفاء فرنسا وبلجيكا وهولندا والسويد والنرويج ودول البلقان وتحالفت ايطاليا واليابان مع الألمان.

 

ووقع الاتحاد السوفيتى معاهدة صداقة مع الألمان ووقفت اسبانيا على الحياد وتوالت انتصارات هتلر حتى أنه أوقع فى معركة واحدة أكثر من 80 ألف جندى بريطانى فكان طبيعياً أن تنهار الروح وتزداد حالة الإحباط ويقوى الشعور بالهزيمة لدى الجنود ووقف تشرشل ليعلن أنه لم يبق لنا سوى الدم والدموع إلا أنه فكر فى حيلة قد تبدو غريبة وهى استخدام سلاح الكاريكاتير فى عمل صورة كاريكاتيرية تسخر من هتلر وجنوده تطبع وتوزع فى كتيبات صغيرة على الجنود وبدأ فى تنفيذ الفكرة وجمع رسامى الكاريكاتير الانجليز من دول التحالف وبدأت الفكرة فى التنفيذ واخذ الجنود الملصقات والكتيبات وصور الكاريكاتير وتناولوها فكان لها مفعول السحر فى رفع الروح المعنوية وزيادة الشعور بالرغبة فى الحاق الهزيمة بالألمان وصورت الرسوم هتلر وجيوشه فى أشكال ساخرة تضحك عليهم وعلى قوتهم المزعومة ونجحت الفكرة وخرجت الكتيبات من معسكرات الجنود إلى الشوارع فى شكل ملصقات على النواصى وفى الميادىن ووصلت إلى كل البلاد حتى مصر كانت الملصقات تغطى الشوارع وامتد سلاح الكاريكاتير ليسجل أروع ملاحم التصدى فى 56 عندما انتقل الرسام من خلف المكتب فى حجرته إلى داخل مدن القنال مشاركاً الفدائيين المعركة يرسم على الحيطان وعلى دبابات العدو ليلاً رسوماً ساخرة تتهكم من الأعداء وتصورهم فى صور ساخرة وتحط من قدرتهم لتصيبهم بالإحباط وترفع حالة التحدى لدى الفدائيين.

 

 

وانجز فى هذه الفترة كتابا للفنان جورج البهجورى «بورسعيد» مسجلاً الأحداث بالكاريكاتير تم طبعه وتوزيعه وترجمته بأكثر من لغة تخاطب العالم بلغة الصورة و قبل بدء المعركة أقام فنانو الكاريكاتير فى يوليو 1973 معرضهم باسم الكاريكاير ضد الاستعمار فى محاولة لتسجيل موقفهم من القوى الاستعمارىة وقد جمعت الأعمال فى كتاب مهم صدر فى 20 يوليو 1973 قبل انتصار أكتوبر العظيم.. وبعد ساعات من بدأ المعركة وتحقيق بوادر الانتصار رسم الفنان صلاح جاهين بالصفحة الخامسة من الاهرام كاريكاتير يصور اول الانتصار يقف الجندى المصرى ثابت مبتسم والراية المصرية ترتفع على ارض سيناء وسط اندهاش العالم قائلا ( ايه رايك فى المنظر الطبيعى ده ).

 

 

ادرك جاهين بالحس الكاريكاتير ضرورة نقل الصورة بشكل مبسط لقارئ عادى يدرك المعنى بشكل سريع وبعدها بأيام عندما تتعهد امريكا بضرورة التفوق العسكرى يرسم جاهين العالم مستند امام الرئيس نيكسون الذى يبدو انه بدأ فى تجهيز المعدات العسكرية والامتداد وهنا يتسال العالم (ح تخليهم اقوى من العرب ازاى ح تخليهم اشجع ) بذكاء مصرى رائع يؤكد ان القوة السلاح ماذا ينفع فى يد جبان .. وقد وصلت الرسالة.

 

 

وعلى صفحات روزاليوسف يرسم الفنان حجازى الرئيس نيكسون وهو يشكر الله بوقف اطلاق النار على الجبهة انه مفزوع من فيتنام جديده ..خطوط حجازى البسيطة توصل الفكرة بعمق نادر .. ويتبارى ثلاثى اخبار اليوم صاروخان مصوراً حيرة الرئيس نيكسون وقد جلست جولدا مائير على قطعة مكتوب عليها الاراضى المحتله وتساوم الرئيس بين اصوات اليهود والمال الصهيونى وبين استمرار موقفة بعد اعلان العرب وقف امتداد الغرب بالبترول .. وهى لاتمانع ابدا فى قطع مناخير الرئيس نيكسون مقابل الدعم الاصوات اليهودية وضمان التفوق العسكرى الذى كسرة الجندى المصرى.

 

 

ويتناول الفنان رخا باسلوبة المميز وضع اسرائيل اذا فكرت فى الاعتداء على خطوط الهدنه مع سوريا مصورا الجندى الاسرائيلى بحجم صغير داخل مدفع كبير فى نهايته يقف الرجل الشامى بزيه المميز .. وفى 22 اكتوبر 1973 يرسم الفنان مصطفى حسين بجريدة الاخبار وعلى مساحة كبيرة مصورا جولدا مائيروهى تخادع فى وقف اطلاق النار تخرج من انفها صواريخ بشكل ثابت ومنطلق بينما لسانها ( اقبل وقف اطلاق النار ) ولم ينقطع فن الكاريكاتير ابدا عن الاحتفال السنوى.

 

يذكرنا الفنان طوغان برسم ملون رائع ان حلم امبراطورية الصهيونية قد مات فى رمضان وعلى نفس الصفحة يرسم طوغان بجريدة لجمهورية مصورا الجندى المصرى الواثق من نفسة وهو يهدد الجانب الاخر ( مش عايز اشوفك تانى هنا ) .. ويحتفل معنا الفنان تاج فى تصور تشكيلى رائع يصور الغرور اسرائيلى مشنوق على زاوية تمثل 6 اكتوبر استطاع تاج ان ينقل الحدث بصورة مبسطة معبرة وقد وصل المعنى بأبسط الخطوط .. ويظل الكاريكاتير الحارس امين الواصل لوجدان شعب ابن نكته يعشقها ويطلقها وتصبح خبزة اليومى الطازج.

.