موجات غضب شديدة الخطورة تعرضنا جميعا لها خلال الفترة الزمنية الأخيرة.. هذه الموجات الغاضبة عصفت بهدوء وأمن واستقرار الشارع المصري لأنها ببساطة تمس بل تجرح العلاقة بين بعض رجال الأمن من أمناء الشرطة وبعض المواطنين وحاول الكثير من هواة إشعال الفتنة داخل المجتمع استثمار هذا الغضب وأطلقوا الشائعات التي تمس ليس المتهمين بهذا الخروج عن نظام رجال الشرطة بل رسموا صورة بشعة تشوه كل جهاز الشرطة وتتطاول علي وزارة الداخلية ومنها ازدادت هذه اللهجة الغاضبة لتمس الحكومة والرئاسة.. لا أريد الدخول في الحوادث الأليمة التي أرتكبت من بعض أمناء الشرطة تجاه المواطنين والتي وصلت إلي القتل في بعض هذه الحوادث ومس فئات من المجتمع أثناء تأدية عملهم كأطباء مستشفي المطرية ومحامي محكمة باسوس والإعتداء عليهم، ليصل الأمر إلي النيابة وإصدار قرارات بحبس الأمناء الجناة وقيام النقابات المهنية بعمل وقفات غاضبة ونتذكر الغضب العارم الذي شمل أسر المواطنين الذين ذهبوا ضحايا لصلف وكبرياء بعض أمناء الشرطة خاصة الذين استخدموا سلاحهم الميري في إطلاق الرصاصات القاتلة نحو المواطنين إذا إعترضوا طريقهم أو أثاروا غضبهم ونسوا تماما واجباتهم الشرطية في أهمية السيطرة علي الغضب وعدم استخدام سلاحهم في أي مشاجرة مع المواطنين.. إننا لن ننسي مظاهر الغضب التي اجتاحت معظم فئات الشعب المصري خاصة التي ارتبطت بوقوع هذه الحوادث الكثيرة مع أمناء الشرطة لأن هذا الغضب كاد أن يؤدي إلي وقيعة كبري بين الشعب والشرطة وكان لابد من قيام وزير الداخلية وقيادات الوزارة بإعادة تنظيم العمل داخل جهاز الشرطة ووضع ترتيبات جديدة لتسليح الأمناء مع مراعاة عمل دورات تحثهم علي حسن التعامل مع الشعب بكل فئاته والضبط والربط في أصعب المواقف وقد تحمل وزير الداخلية العبء الكبير للمرور الآمن من هذه الموجات الغاضبة ويكفي أنه تعرض للكثير من الملاحظات التي أبداها له رئيس الوزراء وأيضا رئيس الجمهورية.
ونحمد الله أننا جميعا أصبحنا نجد التعامل السريع والقرار الرادع ضد أي أمين شرطة يعتدي علي مواطن سواء بالسب أو الضرب أو القتل طبعا وأصبحنا نقرأ في جميع وسائل الإعلان قرارات، إما إحالة المتهمين من أمناء الشرطة للنيابة لمحاسبتهم جنائيا أو فصلهم من الخدمة وهذه القرارات هدأت من غضب الشعب وأعادت له الأمن والاستقرار والذي نتمني أن يدوم لأن الشرطة هي الجناح الداخلي الذي يحمي المواطن والمنشآت والمؤسسات الحيوية ونحن نتذكر جيدا عندما فقدنا حماية الشرطة لنا في يناير 2011 ونتذكر جميعا خروجنا لنقف بالعصي والمتاريس أمام بيوتنا وأماكن عملنا ونقيم الأكمنة في الأحياء والشوارع لنوفر الحماية المفقودة أثناء تخلي الشرطة وقتذاك عن واجبها في توفير الحماية اللازمة لنا.. إننا نؤكد أن هذه الحوادث الفردية الغريبة عن جهاز الشرطة لن تقلل من احترامنا وتمسكنا به وبجميع جنوده وأفراده وضباطه وبالطبع أمناء الشرطة.. علينا أن نتذكر جميعا أن الشرطة والجيش هما أساس الحماية وتوفير الأمن والأمان لنا في كل بقاع مصر وبيننا وبينهما كل أواصر الحب والود فهم أولادنا وإخواننا ولا شيء سوف يفرقنا مهما حاول البعض من منتهزي الفرص للتفرقة بيننا فالشعب والشرطة والجيش يد واحدة إلي أبد الأبدين بإذن الله تعالي.