أخطأ عبدالرحمن راضي طالب الصيدلة بكذبه واختلاقه واقعة الفوز بجائزة دولية، ولكن هل يكون العقاب فصله؟
لقد غضبت وغضب غيري الكثيرون من كذب الطالب وتضليله، ليس لأهل بلدته البسطاء، ولكن للمجتمع بأسره، ورأيت ضرورة عقابه وردعه علي ما ارتكب من جريمة أخلاقية تتنافي تماما مع أخلاقيات المؤسسة العلمية العظيمة التي ينتمي إليها، ولكنني لم أتوقع نهائيا أن يكون العقاب بكل هذه القسوة!
مؤكد أنه كانت هناك أدوات أخري للعقاب، لا تصل إلي الإطاحة بمستقبله، خاصة وأن كل ما ذكر حول عبد الرحمن أشار إلي أنه طالب متفوق وخاض مسابقات وفاز فيها، وحتي إن لم يفز، فإن التحاقه بكلية من كليات القمة، يؤكد تفوقه وأنه ليس طالبا فاشلا أو مستهترا أو منحرفا، بما يستوجب اتخاذ أقصي عقاب لتقويمه.
كنت أتطلع إلي عقابه، ولكن العقاب الذي لا يحطمه ويقضي عليه، وكان لابد أن يتم البحث والتقصي عن الأسباب التي دفعته إلي ارتكاب جريمته، لعلاجه وتقويمه، بما يردعه عن تكرار الخطأ.
في العالم كله، وليس في مصر فقط، هناك شباب وصغار السن يسرقون ويقتلون ويرتكبون جرائم أعظم بكثير، ويتم إيداعهم دور إصلاح في محاولة لتصويب سلوكهم وإعادة دمجهم في المجتمع، كأشخاص أسوياء، فكيف نلقي بعبد الرحمن إلي طريق مظلم، دون محاولة لمساعدته علي مواجهة خطأه، بما يجعله يستفيد منه فلا يقدم علي فعله مرة ثانية ويستكمل طريقه.
ألم تكن هناك وسيلة أو وسائل أخري للعقاب، بحرمانه من الدراسة لمدة عام أو عامين، أي عقاب يحقق الغرض بردعه، ولكن دون أن أقتل الحلم والطموح في داخله، فأحوله إلي شخص ملفوظ غير مرغوب فيه، كاره لنفسه ولكل من حوله وللمجتمع بأسره!
كلنا نخطيء، وهناك من يستفيد من خطأه، وهناك من يحتاج إلي من يقف إلي جواره، لتقديم المساعدة لتجاوز الخطأ.
لا أطالب بعدم معاقبة الطالب عبد الرحمن، ولكنني أدعو إلي مراعاة أنه شاب في مقتبل حياته، يمتلك الحلم والأمل في المُستقبل.
إنني أناشد كل من بيده الأمر، إعادة النظر في فصل عبد الرحمن، عاقبوه بأي عقاب مشدد، دون أن تحطموا مستقبله.
>>>
كم من المسئولين يكذبون علي الناس ليل نهار، ولا تتم محاسبتهم أو إقصاؤهم عن مواقع عملهم، وعلي النقيض يتم تركهم ليواصلوا كذبهم.