دينا جلال
حين يقع الطلاق تنكشف أسرار الزوجين، ويتصاعد الأمر بزيادة الخلاف بين الطرفين وهو الأمر الذي تسبب في كشف أسرار مشاهير العالم حين وقع الطلاق وخاصة حين تسارع الزوجات بالمطالبة باقتسام ثروة أزواجهن لتكشف عن حجم ثروات المشاهير ممن تتنقل اسماؤهم في قوائم الأشخاص الأكثر ثراءً في العالم، وفي تلك المعركة سارت الزوجة على نفس النهج لتنكشف أسرار أقرب إلى الخيال العلمي.
معركة طلاق غير مسبوقة خاضتها الزوجة الروسية فاليريا أودالوفا وعمرها 59 عامًا ضد زوجها السابق دانيلا ميدفيديف -41 عامًا- ويبدو أن المعركة لم تسفر عن انتصارات لصالح الزوجة لتتحول إلى نزاع شديد بين الزوجين بسبب امتلاكهما شركة عالمية تسمى «كريو راس» يدعي كل منهما امتلاكها بمفرده وبذل المجهود من أجل استقرارها وتحقيق مكاسب هائلة، بحثت فاليريا عن الانتقام ورغبت في اختصار الوقت بالبحث عن طرق أخرى غير المحاكم لاستعادة حقوقها؛ فقررت أن تداهم هي وشركاؤها وموظفوها مقر الشركة لسرقة محتوياتها ليفاجأ الجميع أن تلك المحتويات تتمثل في جثث وأدمغة أو عقول بشرية لأشخاص تم تجميدهم، وهى العملية التي تُعرف بتكنولوجيا فرانكشتاين التي تجسدت عبر أعمال درامية عديدة للخيال العلمي.
اتهامات متبادلة
اقتحمت فاليريا مقر التبريد الخاص بشركتها حيث يتم الاحتفاظ بالبشر بشكل رأسي وتجميدهم في أوعية طويلة مليئة بالنيتروجين السائل، كما تضمنت أدمغة بشرية مجمدة في أوعية خاصة، ورصدت الكاميرات عملية السرقة شديدة الصعوبة حيث قامت فاليريا وشركاؤها بتحميل ونقل الأوعية في شاحنة التبريد من أجل الخروج بها من الشركة.
علم الزوج ميدفيديف بأمر عملية السرقة فسارع بالاتصال بالشرطة ليبلغ عن اقتحام شركته وتعرض محتوياتها للتلف، واتهم الزوجة بصرف النتروجين السائل من بعض الأوعية بسبب تحميلها سريعًا مما ادى إلى إتلافها، واتهمها بعدم ممارستها للعمل بشكل مثالي، وبالفعل نجحت الشرطة في اعتراض وتوقيف شحنة الجثث البشرية المحفوظة خاصة أن الزوجة قررت الاحتفاظ بأحد العقول البشرية بصحبتها.
تبادل الاتهامات بين الزوجين كشف المزيد من التفاصيل وخاصة بعد أن صرح ميدفيديف لوسائل الإعلام؛ أن الشرطة لم تلق القبض على طليقته بالرغم من مغادرتها للشركة بصحبة دماغ أحد الأشخاص حيث يحفظون أدمغة مرضى الأعصاب بشكل منفصل في صندوق معدني طبي، أما فاليريا فأكدت؛ أنه بالرغم من الشروط القاسية التي تتخذها المنشأة للحفاظ على محتوياتها ومشاريعها إلا أن زوجها خرق أهم شرط وهو شراكتهما ليستحوذ على الشركة بمفرده ويهمشها واستغل الشروط الأمنية القاسية ليمنع دخولها هي وشركائها لتتهمه بتعرضها للطرد ظلمًا من شركتها حيث تعد المالك الشرعي لأصولها.
آلاف الدولارات
لفتت معركة الطلاق بين الزوجين الأنظار نحو شركتهما التي كشفت عن تجارة من نوع خاص، وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية؛ أن شركة الزوجين تضم حوالي 82 جثة من بينها 25 لأفراد ينتمون إلى عائلات ثرية في أمريكا وبريطانيا، قرر ذويهم اللجوء إلى الشركة الروسية من أجل تجميد أجساد ذويهم وهم يحتضرون على أمل خضوعهم في المستقبل لأبحاث علمية تسهم في علاجهم والأغرب من ذلك أن المنشأة تحتوي على العديد من الكلاب والقطط المحفوظة بالتجميد بسبب رغبة أصحابها في الاحتفاظ بها، وتقوم تلك العائلات بدفع آلاف الدولارات من أجل الاحتفاظ بأحبائهم حيث تبلغ تكلفة حفظ الجسم كاملًا بالتبريد 35 ألف دولار أما حفظ الدماغ البشري فيصل إلى 15 ألف دولار.
لم تبد الشرطة الروسية تحفظا نحو نشاط الشركة شديد الغرابة، فهو اتفاق يجري بين العائلات والشركة ولكن ما اهتمت به الشرطة على وجه التحديد هو تصاعد الخلاف بين الزوجين الذي تسبب في احتمال حدوث ضرر لمحتويات شركتهما والإضرار بزبائن الشركة وطالبي خدمة التجميد، وتعهدت الشرطة بالتحقيق حول مدى التزامهم بوعودهم خاصة بعد أن شهد أحد خبراء الشركة ويُدعى أليكسي بوتابوف؛ أن هجوم الزوجة تسبب في إتلاف النيتروجين وسكبه على الأرض.
أفكار وهمية
أثارت القضية حالة من الجدل ليصفها الكثيرون بكابوس الخيال العلمي وجهل بالطبيعة حيث يصدق البعض وعود شركات التجميد لزبائنها وروادها بمنحهم خدمة تجميد جثثهم بعد الموت استعدادًا للخضوع إلى أي أبحاث علمية في المستقبل بتكاليف باهظة، وبالرغم من أن عدد الحالات التي تم تجميدها في العالم بأكمله لا تتجاوز 350 حالة فقط إلا أن العلماء يدعون إلى فرض قيود على الشركات التي تروج لأفكار وهمية تشجع على حفظ الأشخاص الذين يحتضرون في أوعية سائلة، وطالبوا بضرورة تجريم تلك العمليات التي يتم الترويج لها بآمال كاذبة تتعارض مع الطبيعة حيث طالب كليف كوين، أستاذ علم الأعصاب في كينجز كوليدج لندن بحظر عمليات التجميد وكذلك الفيلسوفة البريطانية ماري وارنوك التي كشفت عن استغلال الشركات لهؤلاء الاشخاص بدون رحمة وهو أمر يتعارض مع الأخلاق، وأكد العلماء؛ أن الوعود التي تمنحها الشركات سخيفة ولايمكن أخذها على محمل الجد فهي أمور من الخيال العلمي ولايمكن تطبيقها في الحياة الواقعية.