«منال» تترك الهندسة لمراقبة الطيور المهاجرة: هدفنا الحفاظ على الأنواع النادرة

الطيور المهاجرة
الطيور المهاجرة

مهندسة معمارية تعيش مع ابنها أو كما تطلق عليه بطلها ومصدر إلهامها فى مدينة رأس غارب بعد انفصالها عن والده، حتى قادتها الأقدار لدورة تدريبية ثم التحقت بالعمل كمراقبة للطيور المهاجرة التابعة لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة.. هى منال عبدالوهاب ذات الـ ٣٥ عاما.

تحكى منال أن موضوع مراقبة الطيور المهاجرة جاء عن طريق الصدفة فكانت هناك دورة تدريبية لمراقبة الطيور المهاجرة تنظمها هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة وشاركت بها ثم سعدت لدخول هذا المجال لتطبيق ما درسته عمليا حتى بدأت فى العام الماضى العمل في هذا المجال لمدة ٣٥ يوما كمتدربة.

تحول الأمر من مجرد مغامرة جديدة لشغف مراقبة أنواع من الطيور جديدة بمختلف ألوانها وأحجامها ومراقبة مساراتها وهي قادمة من أوروبا لأفريقيا فى الخريف خلال موسم الشتاء نظرا لبرودة الأجواء.

أما عن سبب مراقبة مسارات الطيور هو أن مصر تمتلك توربينات للرياح فنحافظ على الطيور خشية اصطدامها بها وموتها لأن بها طيورا مهددة بالإنقراض نظرا لأهميتها في التوازن البيئي.

وأضافت منال أن العمل كمراقبة للطيور المهاجرة كان صعبا للغاية نظرا للساعات الطويلة التي كانت تقضيها من السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء في المناخ الجبلى وأجوائه الصعبة لكن كانت تشعر بسعادة كبيرة لمشاركتها فى الحفاظ على هذه الطيور.

وحرصت المهندسة المصرية على الدراسة والاطلاع باستمرار على أنواع الطيور الجديدة وطرق الحفاظ على حياتها لتطوير مهاراتها، ومن أحلامها أن تسلط الضوء على أنواع هذه الطيور وأهميتها البيئية، فمنها من يأكل الثعابين ويساعد فى التخلص منها حتى لا تتكاثر ومن يأكل بقايا الجثث والحشرات وحتى الزبالة لذا فهى تعمل على تنقية البيئة من المخلفات، وأن يضاف جزء فى المناهج التعليمية عن هذه الطيور وأنواعها وأهميتها للتوازن البيئى لخلق وعى بها.

أما عن حماية وتأمين مرور الطيور المهاجرة، فقالت إن مصر تمتلك أكبر وأحدث محطات لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح بالعالم بقدرة ٥٨٠ ميجا وات، وتقع هذه المحطات فى مسارات هجرة الطيور من أوروبا الى شرق أفريقيا فى الخريف وعودتها مرة أخرى فى الربيع، ومسار البحر الأحمر هو ثانى أهم مسارات هجرة الطيور فى العالم، وقد جهزت المحطة برادارات لمراقبة الطيور المهاجرة ويتم وقف التوربينات عند مرورها وإعادة تشغيلها بعد المرور للحفاظ على الطيور المهاجرة. 

وتتعامل الهيئة مع حركات مرور الطيور من خلال خطة لإدارة المحطات دون توقفها بالكامل، مع اتخاذ كل الاستعدادات لحماية تلك الطيور لتجنب اصطدامها بتوربينات الرياح الموجودة بمحطات إنتاج الكهرباء من الرياح، وذلك من خلال فريق استشارى متخصص، يقوم أيضا بتدريب مراقبين الطيور تحت إشراف جهاز شئون البيئة والمشروع القومى لصون الطيور المهاجرة وهيئة الأمم المتحدة لمتابعة أسراب الطيور خلال فصلى الربيع والخريف.