إنها مصر

وفى القلب قضاة مصر

كرم جبر
كرم جبر

كانوا فى قلب الوطن فى عام حكم الجماعة الإرهابية، وعاهدوا الله أن تظل راية العدالة مرفوعة، لا تسقطها جماعة تحكم خارج إطار القانون، ولا رئيس معزول وضع نفسه فوق الدستور والقانون.
قضاة مصر الذين تصدوا لمحاولات أخونة القضاة، للحكم بالسيف والجلاد وإعمال شريعة الغاب، وتطبيق قواعد وأحكام لا تعرف شيئاً عن العدالة.
قاوموا النائب العام الملاكي، الذى جاءت به الجماعة من غياهب التخلف، فتصور نفسه حاكماً بأمر الله، وحاول أن يفرض نفسه على رجال القضاء، رغم رفضهم الشامل لوجوده، وعدم تنفيذهم لقراراته الباطلة.
وخرج من صفوفهم قضاة أجلاء، تدون أحكامهم انتهاكات الجماعة الإرهابية للسيادة المصرية، وارتكابهم أعمال التخابر والتجسس لصالح دول أجنبية، ولم يخف قضاة مصر من بطش الجماعة، وسجلت أحكامهم تحدياً للأشرار الجالسين على مقاعد الحكم.
واحتشدوا فى دار القضاء العالي، يتحدون الجبروت  والبلطجة، ويعلنون انتصارهم للقانون والعدالة، فى دولة عرفت القضاء وطبقت أحكامه منذ مئات السنين.
لم ينلهم خوف عندما استشهد النائب العام فى هجوم خسيس، وازداد إصرارهم بعد سقوط شهداء فى سيناء على أيدى الجماعة الإرهابية، وازداد عنادهم وإصرارهم على استكمال مهمتهم المقدسة.
دافعوا عن الدولة المصرية، وهم أحد أركانها المهمة، لإيمانهم بأنهم من يقيمون العدل بالقانون والدستور، وليس باتهام الأبرياء وتلفيق الاتهامات لهم.
نتذكر أحداث الاتحادية، عندما ربط الإرهابيون مواطنين أبرياء على الأسوار الحديدية، وأوسعوهم ضرباً وتعذيباً، للاعتراف بجرائم لم يرتكبوها، وانتصرت لهم النيابة العامة وسجلت براءتهم، رغم أنف النائب العام الإخواني، الذى تعمد إلحاق تهم ملفقة.
ووقف قضاة مصر فى قلب الدولة، وهم يحاكمون الإرهابيين الذين روعوا البلاد فى سنوات الفوضى التى أعقبت أحداث يناير 2011، وانتصروا للعدالة ولم يلجأوا لأحكام استثنائية، ووفروا للمتهمين كل أوجه الدفاع القانونية.
مصر لم تكن ولن تكون دولة تحكمها عصابات تعمل خارج إطار القانون، ففيها قضاء راسخ الجذور منذ مئات السنين، وتحكمه قواعد قانونية ودستورية راسخة، لا تقل عراقة عن أكثر الدول ديمقراطية.
ويستمد القضاء المصرى مكانته من استقلاله وحياده وعدم التدخل فى شئونه، ويجلس القضاة فوق منصاتهم العالية، يعاهدون الله على أن تظل قلعة العدالة شامخة، تنشر العدل والمساواة بين الناس.
وجاء الاحتفال الذى حضره الرئيس عبد الفتاح السيسى وكبار المسئولين أمس فى قاعة المنارة، معبراً عن وقار واحترام المناسبة الجليلة، وشهد تكريماً لشهداء القضاة الذين انضموا لزملائهم من الجيش والشرطة والمدنيين، فى معركة الدفاع عن الوطن.
تحية لقضاء مصر وكل عام وأنتم بخير.