معاناة كل الفتيات.. هل أتزوج شابا يصغرني في السن؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

هل حقًا هناك عائق أو مانع حقيقي في أن يتزوج الرجل من امرأة تكبره في السن، هل هناك مشاكل تظهر في المستقبل سببها الرئيسي هو فارق السن بينهم، أم أن المانع الوحيد هو العرف والتقاليد ونظرة المجتمع لهم؟!


تم الرد على كل هذه الأسئلة في قصة تم نشرها في جريدة الأخبار في 21 مايو 1964، وتبدأ هذه القصة عندما همست صديقة في أذن صديقتها بكلمات خافتة لا تكاد تسمعها إلا الصديقة التي تثق فيها وتفضي إليها بكل حوائج نفسها، وقالت لها: تقدم إلي كثيرون يخطبونني وكانت الظروف كلها فيما مضى لا تسمح لي بالقبول لأسباب خارجة عن إرادتي، ولأنني أولاً وقبل كل شيء لا أريد أن أربط حياتي إلا بشخص يميل إليه قلبي.

ومرت السنوات وأنا راضية بحياتي لأني كنت دائمًا مشغولة بعملي وبحياتي المليئة بالفن والفكر والإنتاج، وعلى غير موعد أو ترتيب التقيت به كان يعرفني منذ مدة ولكنه كان لا يجرؤ على مفاتحتي في موضوع الزواج لأسباب منها: أنني دائمًا مشغولة بعملي، وأنني قطعًا سأرفضه، ولأنه يصغرني في السن.
 
ولأول مرة حاول اختراق كل مخاوفه وتقدم إلىّ وقالها لي، ووجدتني أقول: نعم من غير تردد، فقد تلفت حولي فوجدت أن سنين طويلة قد مرت، ولمست رغبته الصادقة وتقديره لظروفي، وأنه لن يقف حائلا في طريقي الذي عشت له عمري كله، وتناقشنا في مسألة السن فكان رده أن فارق السن لا يعنيه على الإطلاق.
 
واستكملت كلامها مع صديقتها قائلة: «ولن أكذب عليكِ فقد قلت نعم وبعدها عشت في قلق مرير، فهل سأسعد معه حقًا؟، وهل فارق السن لن يكون سببًا يهدد حياتي وكبريائي؟، وهل الصواب أن استمر في موافقتي أم أقول لا وأعيش لعملي وفني وفكري؟، وانتظر حتى يجيء الرجل المناسب لي سنًا، ولكن هل سأرتاح معه وأشعر أني أريد أن أكمل حياتي معه مثلما أشعر الآن؟، لا أعلم أنا في دوامة مستمرة من التفكير والقلق.
 
وكان رد صديقتها عليها: لماذا كل هذا القلق والتردد؟ إنه هو من تقدم إليك وهو يعلم الفارق في السن، وما دمتما متفاهمين ومتحابين ولديكما الثقة من رغبة كل منكما في الآخر وهذه الرغبة مبنية على التفاهم الروحي والعقلي ومن يراكِ ويراه يتوقع أنك أصغر منه، ولذلك كله يجب ألا تقيمي لفارق السن أي حساب.
 
ففي كل المجتمعات المتمدينة أصبح هذا الفارق ملغي ولا فرق بين أن يكون الرجل أكبر سنًا أو المرأة هي التي تكبره، بل إن الكثيرين من الرجال يطلب المرأة التي تكبره ويرتاح إليها وإلى حنانها ونضجها الذي يسانده في حياته وعمله، وهناك زيجات كثيرة بين زوجات يكبرون أزواجهن في العمر وناجحة بشكل ملفت.
 
فلم تخافين وأنتِ تتمتعين بمميزات كثيرة، فأنتِ فتاة جميلة وذكية وحنونة، فيجب أن تتغاضي عن هذا السبب الذي يقلقك.

اقرأ أيضا:أول ابنة رئيس تبحث عن وظيفة في البيت الأبيض‬
 
وبالفعل استمعت الفتاة إلى صديقتها وارتاحت إلى كلامها وتزوجت، واستمرت السعادة الحقيقية ترفرف على الزوجين اللذين وجدا مقومات الحياة السعيدة في الحنان والعطف والتفاهم الذي أسبقتها الزوجة الناضجة على زوجها.
 
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا