فرفش كده | طلاق تلاتة

 بوريس جونسون رئيس الوزراء الانجليزى
بوريس جونسون رئيس الوزراء الانجليزى

وبعد أن خرج بوريس جونسون رئيس الوزراء الانجليزى من مبنى الاتحاد الأوروبى بعدما بالكاد استطاع الانفصال عنه، وحقق رغبته ورغبة الشعب الانجليزى فى الحصول على وثيقة طلاق بائن من الاتحاد سُميت بـ «بريكست»، فوجئ الرجل بطوابير طويلة على مدى الرؤية تسد شوارع مدينة الضباب «لندن»، هذه المرة الطوابير لا تنتظر التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبى، بل ينتظر سائقوها أمام محطات البنزين لتموين سياراتهم بالوقود الذى اختفى فى ظرف غامض، فوقف رئيس الوزراء ينادى بأعلى حسه، لا داعى للأزمة، الوقود متوفر فى المحطات، لكن هذا التكالب والتهافت هو الذى يخلق الكارثة، ويعززها، وبينما كان ينادى فى كل أنحاء البلاد، شاهد ازديادا ملحوظا فى عدد اللافتات «لا وقود» أو وقعت عيناه على المضخات المغطاة بلافتة تقول «خارج الخدمة».


وفى محاولة لتهدئة الأوضاع التى تصحب فترة عدة ما بعد الطلاق، أقسم جونسون للشعب الانجليزى أن الوقود متوفر وبغزارة لكن المشكلة الوحيدة هى عدم وجود من ينقله فى صهاريج مخصصة لذلك، حيث كانت هذه الوظيفة مقتصرة على المهاجرين من الاتحاد الاوروبى الى انجلترا، وفى محاولة سريعة للحل أعلن ان بريطانيا تسعى لتطبيق خطة منح تأشيرات مؤقتة لتسهيل عمل سائقى الشاحنات الأجانب، نهاية الأسبوع، لمواجهة العجز الكبير فى عدد السائقين، لكن الشعب الانجليزى سأله: «أية تغييرات على قواعد الهجرة لبريطانيا سوف تكون لفترة محدودة وسيكون هناك حد أقصى لعدد العمال المسموح لهم بدخول البلاد».


فأجاب رئيس الوزراء بأنه سيتمكن نحو 5000 وافد من الحصول على تأشيرة مؤقتة للعمل فى هذا التوقيت الحرج، فواجه على الفور تصريحات من جمعية النقل البرى أن بريطانيا تعانى من نقص بلغ 100 ألف سائق شاحنة ثقيلة، وليس 5000.


فسارع الرجل بينما كان يطالع وثيقة الطلاق بالرد انه يستدعى الجيش علانية استعدادا للقيام بعمليات التوصيل إذا لزم الأمر، فاصطدم بتصريحات رابطة تجار البترول « الاستعانة بالجيش لأن نقل الوقود هو امر غير محبب لأنه مواد شديد الاشتعال، ويتطلب نقلها سائقون «متخصصون جداً» مع إجراءات محددة. وفيما يتعلق باحتمال عودة السائقين الأوروبيين الذين رجعوا إلى بلدانهم بسبب الوباء وبريكست، قالت الرابطة إن هناك أيضاً نقصاً فى عدد السائقين فى أوروبا القارية.


وتساءل الشعب الانجليزى، هل كانت خطة الخروج من الاتحاد الاوروبى بدون سيناريوهات بديلة لتجاوز أزمات مماثلة، بينما وقف جونسون يقول: «أنا قولت لكم ان أبغض الحلال عند الله الطلاق».