فرفش كده | عبده أبو حجر

عبده أبو حجر
عبده أبو حجر

عبد الصبوربدر

بسبب نحافتى الشديدة فى الماضى، كنت أبدو مثل هيكل عظمى، ما جعل الكلاب تعتقد أنى وجبة، وبمجرد أن ترانى تجرى نحوى لتلتهمنى، لكنها لم تتمكن منى إلا ثلاث مرات فقط.


المرة الأولى كنا نلعب الكرة فى «فسحاية» النجع، ركلها أحدهم بعيدا، فاستقرت بجانب «كلب سعران» كان جالسا خلف المرمى، فلم يتجرأ أحد أن يأتى بها، ووجدتها فرصة لأظهر شجاعتى أمام العيال، وأنا أتقدم نحوه بثقة.


بمجرد أن اقتربت منه تحولت إلى «جاكى شان» وأنا أقلد حركاته، وأستعرض أمامه عضلاتى غير الموجودة، وأنظر فى عينى الكلب وأقول بصوت عال «لعبة الموت» لأذكره بما فعله جاكى شان مع العصابة فى فيلمه الشهير، ولكن يبدو أن الكلب لم يشاهد الفيلم، ولم يقتنع أننى جاكى شان، وأنه العصابة.


كان ينظر إلى جمجمتى قبل أن يقفز قفزة واحدة وهو يفتح فمه ليطبق على رأسى، لكنى قدمت له عظمة الفخذ فغرس أنيابه فيها، وبدأ فى التهام وجبته باستمتاع، فى حين وقف العيال بعيدا يستمتعون بالمشهد المثير، ولم ينقذنى من الكلب إلا امرأة كانت تمر بالصدفة فانهالت عليه بفرع شجرة وجدته ملقى على الأرض.


الثانية كانت على الجسر، وأنا أنتظر مع والدى - بفرح - السيارة التى سوف تأخذنا إلى البندر، طلب منى أبى أن أشترى له شيئا، وحين لاحظ وجود كلب فى الطريق نصحنى أن أخذ معى «الشومة»، واعتبرت ما يقوله انتقاصا من شجاعتى، فذهبت بيدين خاليتين.


كانت المواجهة فى طريق العودة، مواجهة من طرف واحد هو الكلب، عندما حاولت الهرب منه وأنا أجرى، قفز فى الهواء كما يفعل أبطال الكونغ فو فى الأفلام الصينية، وبينما أنظر لأعلى وجدته من خلفى يهبش مؤخرتى، صرخت من الألم، فى الوقت الذى لم يحرك فيه أبى ساكنا، وأنقذنى صاحب البقالة.


تعلمت من هذه التجربة ألا أسير أبدا بيد «فاضية»، فكنت أمشى فى شوارع النجع - دائما - وأنا أقبض على حجر فى يدى، ما جعل العيال يطلقون علىَّ لقب « عبده أبو حجر».


المرة الثالثة لا أتذكرها، إلا أن علامات أنياب الكلب موجودة فى ركبتى، ما يجعلنى متحفا متحركا لانتصارات الكلاب.