أثلجت صدرى تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم الاثنين الماضى هامش افتتاحه لأضخم محطة معالجة مياه فى مصرف بحر البقر شرق بورسعيد ..
والمحطة تعد هي الأضخم من نوعها على مستوي العالم بتكلفة 20 مليار جنيه وبطاقة إنتاجية 5.6 مليون متر مكعب يومياً من المياه المعالجة ثلاثياً يتم نقلها إلى أراضى شمال سيناء لتسهم فى استصلاح 500 ألف فدان فى إطار المشروع القومي لتنمية سيناء ولتعزيز منظومة الاستخدام الأمثل للموارد المائية للدولة .
كما افتتح الرئيس السيسى عبر تقنية الفيديو كونفرانس محطات تحلية مياه البحر بمدينة نوبيع وأبو زنيمة ودهب ورأس سدر ومحطة طلمبات رافع مياه شادرعزام ومحطة طلمبات السلام الرئيسية الجديدة ..
وتركزت تصريحات الرئيس السيسى للمسئولين بوزارة الداخلية والمحافظات بإزالة جميع التعديات التي تمت على مدي 30 عاماً مضت على منشآت الرى والأراضى الزراعية وجسور الترع خلال 6 شهور ،كما وجه الرئيس بمشاركة القوات المسلحة فى إزالة هذه التعديات فى حال تطلب الأمر وذلك ، مع وقف جميع أشكال الدعم الذي تقدمه الدولة من خبز وتموين لأي شخص متعد على أراضي زراعية أو ترع أو مصارف حتي تتم إزالة التعدي ، وأشار الرئيس إلى أن الدولة تقدم 700 مليار جنيه فى إطار مبادرة « حياة كريمة « وتتحرك بمنتهي القوة لإسعاد المواطنين وغير مقبول أن تكون هناك تعديات ..
وأكد الرئيس السيسى أنه لا معني للقول بإن حياة الناس مهددة بإزالة التعديات على الترع والمصارف والأرض الزراعية فالدولة تقوم بعمل تبطين للترع وإجراءات فوق الخيال ، ولن تقبل أن يتعدى أحد على قدراتها لتحسين أحوال الناس .. وهذا الكلام غير مقبول وكل التعديات لابد من إزالتها حتى لو تطلب الأمر نزول القوات المسلحة.
وأكد الرئيس أن الدولة المصرية تسابق الزمن لتطوير وتحديث واستعادة كفاءة المنشآت المائية بالكامل، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تمت على مدار 7 سنوات فى جميع المجالات قطعت شوطاً كبيراً فى معدلات الإنجاز التي كان من المفترض أن تتم خلال العشرين سنة المقبلة ..
وقال الرئيس إن الدولة تتحرك بمعدلات أسرع وأكثر عمقاً .. كنا متأخرين كثيراً وكنا محتاجين أن نتحرك بمعدلات أسرع وأنتم كمصريين محتاجين أن تساعدونا ، مثلاً كان حجم المياه الذي يمر بفرع رشيد 80 مليون متر مكعب و الآن أصبح 30 مليون متر مكعب بسبب التعديات ، وفكرة أن المواطنين يتعدوا والحكومة تسكت أمر لا يمكن قبوله ..
وشدد الرئيس على أنه ستتم مواجهة جميع أشكال التعديات على الأراضي الزراعية والترع ومنشآت الري بحسم وحزم للحفاظ على المياه وتحسين جودة وكفاءة نظم الموارد المائية ، مشيراً إلى أن المحاصيل التي يتم إنتاجها إما أن تكفي أو يتم الاستيراد من الخارج ، وهو ما يعني عبئاً إضافياً على احتياطي الدولة من الدولار .
وقال الرئيس إن المشروع القومي لتبطين الترع بلغت تكلفته 80 مليار جنيه ، وأن نظم الري الحديثة تهدف لتحسين وصول المياه لجميع الأراضي الزراعية ، مطالباً المواطنين بالتعاون مع الدولة لأنها مصلحة وطن لتأخذ مصر مكانة أفضل مما هي فيه ، وأكد الرئيس أن أي ممارسات سلبية غير مقبولة ، ولن يتم غض الطرف عنها ، ولو كنت أعرف أطنش كنت طنشت فى 2011 و2012 و 2013 ، وأطالب كل مسئول فى مصر بعدم السكوت عن أي خطأ ،مؤكدا أن بينه وبين الباطل والشر والتعدي والظلم خصومة ..
وأكد أن سلوك التعديات على الأراضي ومنشآت الري هدم لقدرة الدولة ، مشدداً علي أنه ستتم إزالة التعديات وإعادة الوضع كما كان قبل 30 عاماً .
وشدد الرئيس قائلاً : البلاد « مش « بتيجي بالدلع والطبطبة .. البلاد بتيجي بالجدية والعمل والانضباط والالتزام ..
وقال الرئيس إن محطة معالجة مياه بحر البقر توفر2 مليار متر مكعب من المياه كان يتم إهدارها فى البحر المتوسط وبحيرة المنزلة ..
وسيتم استخدامها فى استصلاح 500 ألف فدان فى إطار المشروع القومي لتنمية سيناء ،مؤكدا إتباع نفس الإجراءات فى المشروع القومى « الدلتا الجديدة « ..
وأوضح الرئيس أن استصلاح 500 ألف فدان فى مشروع تنمية سيناء سيتكلف 160 مليار جنيه فى الوقت الذي يتم فيه التعدي على الأراضي الزراعية .
وأكد الرئيس أن استصلاح هذه المساحة يحتاج شبكة ري وشبكة كهرباء ونظم ري حديثة وإنشاءات للمواطنين وهو ما يمثل تكلفة كبيرة، وأشار الرئيس إلى أن المشروع القومي لتنمية سيناء يعد مشروعاً متكاملاً ويوفر للمواطن جميع المتطلبات التي يحتاجها لزراعة الأراضي ،مشيرا إلى أن تكلفة الفدان تبلغ 300 ألف جنيه داعياً القطاع الخاص والمستثمرين للمشاركة فى المشروع القومي لتنمية سيناء .
ولا شك أن مقولة الرئيس .. « أن التعديات على الأراضي الزراعية أمن قومي « .. فى محلها ولمسناها مؤخراً بعد أن شعرنا بحاجتنا إلى المياه بعيداً عن سد النهضة ..
لأن الفقد من المياه فى الأراضي المصرية من سوء الاستعمال وعدم الاهتمام بالترع والمصارف يفوق أي خسائر ممكن أن تحدث من أى معوقات أخرى ..
