قصص كفاح المرأة المصرية مليئة بالأهات والدموع وقليل من الضحكات.. وكأن الإنسانة المصرية كتب عليها طوال حياتها أن تكون بطلة سواء كانت طفلة أو شابة أو زوجة أو أما.. فلقد تعلمت منذ نعومة أظافرها أن تكون رمزا للتضحية والعطاء وإنكار الذات فهي العمود الفقري للأسرة وهي العطاء بكل صوره منذ وقوعها في حب ابن الجيران أو خطيبه بأي طريقة من طرق الزواج التقليدي وتتحمل عبء تنشئة الأسرة التي تنتج عن زواجها فهي السند لزوجها والتي تقاوم معه وتساهم بكل الأشكال في المضي قدما ببيتها مهما كانت الميزانية الممنوحة لها فهي الراعي والسند لكل المصاريف التي يحتاجها البيت وتربية وتعليم الأولاد والحريصة دائما علي أن تكون وبحق وزيرة اقتصاد من الطراز الأول والقادرة دائما علي أن تسير بمركب أسرتها وسط كل الأمواج المالية المتلاطمة في بحر الحياة والتي تستطيع بأي جنيهات يتركها الزوج كمصروف للبيت سواء في نهاية الأسبوع أو بداية الشهر بحيث تكون المنظم والمنفق لكل جنيه من أجل سد بنود الإنفاق ومهما ارتبكت ميزانية البيت فأنها الوحيدة التي تتحمل عبء السلف أو التصرف بأي صورة من صور جلب جنيهات إضافية سواء كانت بمد يدها إلي أسرتها أو جاراتها أو حتي الخروج للعمل إذا كانت ربة بيت سواء بالخدمة في المنازل أو خياطة الملابس ولا يهمها شيء سوي أن تجلب الطعام ونفقات التعليم وتشعر أولادها وزوجها أيضا بأن الحال في أحسن الأحوال.. هذه هي بعض ملامح الزوجة المصرية الأصيلة التي نسمع جميعا ونري أنها تنفق راتبها إذا كانت تعمل علي البيت ولا تشعر أبدا زوجها بأنه غير قادر علي تحمل نفقات الأسرة وحده بل كثيرا ما نسمع عن المرأة المعيلة وهي التي تقوم بدور الزوج والزوجة معا خاصة عندما يمرض الزوج ويعجز عن السعي والرزق أو في كثير من الأحوال يتركها الزوج وحدها ويرسل لها ورقة الطلاق أو الغياب بلا سبب أو يتزوج عليها وتقع فريسة الإهمال ويضيع شبابها هباء ولكن سعادتها في تعليم أولادها يجعلها نموذجا ينحني أمامه الجميع احتراما وتقديرا.. ومن منا لا يعرف هذه المرأة الأصيلة في ريف مصر التي تخرج في عز البرد فجرا وراء زوجها عندما يزرع أو يحصد الغيط أو الحقل لتمد له يد المساعدة طوال عمله المرهق ثم نراها وهي تحمل الغداء له تحت حرارة الشمس الحارقة وكثيرا ما تجدها تحمل طفلها الرضيع أو تصطحب ولادها الصغار لتكون جوار الزوج راضية هانئة لتضرب مثلا رائعا للفلاحة المصرية.. وكم يسعدنا تفوق المرأة المصرية وبناتها في حصد الشهادات الجامعية وتبوؤ المناصب القيادية بالوزارات والشركات بل حققت نجاحا كبيرا كوزيرة وسيدة أعمال في كافة القطاعات السياسية والصناعية والاستثمارية.. وكم كانت فرحتنا عندما رأينا 89 سيدة مصرية تنجح في الحصول علي المقاعد تحت القبة البرلمانية ونري ونسمع عن الكثيرات من رائدات التنمية الريفية والحضارية والطبيبات والعاملات في منظمات القطاع الخدمي والتوعية الإعلامية.. إنني أستطيع القول بأن من لم يتزوج من مصرية فإنه لن يشعر أبدا بالحياة الزوجية الغنية بكل معاني الحب والتقدير لأن هذه المخلوقة التي ترعي شئون بيوتنا قادرة دائما وأبدا علي العطاء بلا حدود