علم الاجتماع: التكنولوجيا وسيلة للاحتفاظ بعلاقة قوية مع الأبناء

الدكتور سعيد صادق استاذ علم الاجتماع السياسى
الدكتور سعيد صادق استاذ علم الاجتماع السياسى

من عمل إلى آخر، يأتى الأب فى آخر الليل إلى البيت ليضع رأسه على الوسادة وينام، بعد أن حولته ظروف اقتصادية - لا ترحم - من مقيم مع أسرته إلى مجرد ضيف، ومن ناصح ومرشد إلى محفظة نقود لتلبية طلبات الأبناء التى لا تنتهى.

وإذا كان الدور الجديد الذى يلعبه الأب يحافظ على الوضع المادى للبيت، ويحميه من تقلبات الزمن، فإنه يدمر الجانب الاجتماعى، وينسف العلاقة المعنوية بينه وبين الأبناء، ويشكل رعبا للزوجة التى تحتاج إلى ونس وسند بجانبها.

«ألف عيلة وعيلة» فى هذا التحقيق لا تلوم الأب على ما يقوم به من مجهود جبار، وما يبذله من تضحيات فى سبيل أن يشاهد أولاده فى أفضل صورة، فى الوقت الذى تطالبه بتقليل مدة الغياب عن محيط الأولاد، بوصفه صاحب التأثير الأقوى فى حياتهم حتى تستقيم المعادلة، وتعود الأمور إلى طبيعتها، ويتجنب كوارث قد تحدث نتيجة اختفائه الدائم، خاصة أن الأم لن تستطيع تعويضه مهما حاولت ذلك.

«ملكش حجة تقدر تتطمن على ولادك وتكلمهم وتشوفهم باستخدام وسائل التواصل التكنولوجية الحديثة وغيابك كأب لا مبرر له»..

هكذا بدأ الدكتور سعيد صادق استاذ علم الاجتماع السياسى فى شرح كيف يمكن ان يستفيد الآباء من الثورة التكنولوجية فى التغلب على اضطرارهم للعمل لساعات طويلة خارج المنزل وبالتالى عدم قيامهم بدور الاب فى التربية والتوجيه، وان الاغلاق وما تعرضت له البلدان عقب تفشى فيروس كورونا هو خير دليل على ذلك فالجميع بدأ فى العمل من المنزل والتواصل مع الاصدقاء والاهل والزملاء عبر شبكة الانترنت لذا فحتى اثناء عملهم يستطيع الاب ان يكون على تواصل دائم مع الأبناء عبر هذه القنوات الحديثة..

ويكمل: طبيعة الأسرة مع التغيرات التكنولوجية تغيرت، مما انعكس على علاقة الأهل بالأبناء وخلال اليوم قد لا يلتقى الاب بأبنائه نتيجة انشغالهم بأصدقائهم وانغماسه فى العمل..

وتابع: لابد ان يستفيد الآباء من التطورات التكنولوجية ليكونوا على تواصل دائم مع الأطفال ولا نستطيع ان نقول ان هذا النمط من التواصل ضعيف،بل هو فقط مختلف، وحاليا ٦٠٪، من الشعب المصرى يعمل فى اكتر من وظيفة لتوفير المادة ووسائل التواصل حققت لهم منصة ليكونوا على مقربة من ابنائهم بسهولة وان يحتفظوا بعلاقات قوية معهم.