لا أعلم إلي أي قرار ستنتهي اللجنة الوزارية التي شكلها المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء للفصل بين سائقي التاكسي الأبيض وأصحاب السيارات الخاصة وتحديدا أوبر وكريم، ولكنني لا أعتقد أن الحكومة تملك إجبار أي مواطن علي الحصول علي خدمة سيئة يسدد قيمتها، بينما أمامه خدمة أخري تماثلها وبجودة أفضل!
لقد حول سائقو التاكسي الأبيض مشكلتهم مع سيارات أوبر وكريم إلي مؤامرة دبرت ضدهم، ونسوا أو تناسوا حقائق كثيرة، هي السبب الحقيقي في هروب الزبائن منهم، والغريب أنهم يرفضون الإعتراف بهذه الأسباب، وإن دققنا التعبير الأخطاء والسلبيات التي تصدر عنهم وأسفرت عن هرب الزبائن منهم !
لقد استمعت لكلام عدد كبير من السائقين خلال مداخلات مختلفة لهم علي الفضائيات، أجريت علي هامش وقفاتهم الاحتجاجية، نفوا كل الاتهامات الموجهة اليهم وادعوا أنها أكاذيب ؟
قالوا إن تعريفة ركوب السيارة تحتسب بالعداد وأن كل السائقين يلتزمون والقلة هي التي تخالف، ولا يسألون الزبون قبل الركوب علي المكان ولا يشربون السجائر وأنهم يقدمون الخدمة وفق أعلي مستوي من الجودة، والسلبية الوحيدة عندهم أن سياراتهم موديلات قديمة وسيارات أوبر وكريم حديثة!
كل من سمعوا كلام السائقين اصابتهم حالة من الغضب، بسبب العالم الوهمي الذي أدعاه السائقون، فأين سائق التاكسي الذي يستخدم العداد، بل أين هو ذلك السائق الذي لا يسأل الراكب عن المكان المتوجه اليه، ولا يتحرك بسيارته تاركا الراكب يخبط رأسه في الرصيف، وغيرها من السلوكيات السيئة التي جعلت أي مواطن يعتبر العثور علي تاكسي منضبط أشبه بالمستحيل!
لقد وصل الحال لأن يطلب سائق تاكسي ١٠٠ و٢٠٠ جنيه لتوصيلة لا تبلغ بالعداد ٣٠ أو ٤٥ جنيها علي أقصي تقدير، وعلي الراكب الرضوخ أو تلقي بعض الشتائم وتركه في الشارع، ذلك هو الواقع الذي أصبح عليه التاكسي والأكثرية وعلي عكس ما قالوا، فالأقلية هي التي تلتزم ولكنها للأسف تدفع ثمن أخطاء الأكثرية!
مؤكدا أن اصحاب السيارات الخاصة لن يفشلوا في تقنين أوضاعهم، إن لم تكن مقننة، ومؤكد إيضا أن الزبون لن يخضع لأي قرار يفرض عليه دفع فلوسه في خدمة سيئة ورديئة، وسيختار الخدمة الجيدة.
علي سائقي التاكسي الأبيض مواجهة أنفسهم والاعتراف بسلبياتهم والإسراع في علاجها، وأن يتذكروا كيف أقبلت عليهم الزبائن في بداية عملهم ونفروا من التاكسي العادي السابق عليهم.
السوق عرض وطلب ومن حق الزبون الحصول علي أفضل خدمة.
الحل عند السائقين لو أرادوا الفصل في مشكلتهم مع أوبر وكريم وغيرهم.