السفير البريطاني: شربت من مياه النيل.. وتسعدني العودة لمصر بعد 24 عامًا | خاص

جاريث بايلى سفير بريطانيا في مصر
جاريث بايلى سفير بريطانيا في مصر

- العلاقات «المصرية- البريطانية» قوية.. وسأعمل على تعزيز هذه الشراكة القوية

- الاعتراف بشهادات التطعيمات المصرية ضد فيروس كورونا قريبًا

-  مصر قامت بجهود عظيمة لدعم المساواة بين الجنسين ومناهضة العنف والتحرش

- الوقت لم ينته بعد لإنقاذ العالم من كارثة تغيير المناخ

ترجع العلاقات بين مصر وبريطانيا إلى أكثر من مائة عام وتتمتع بالتقارب في وجهات النظر على الصعيد السياسي تجاه العديد من قضايا السياسة الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها ازمات سوريا والعراق واللاجئين وقضية الارهاب.

وتعد بريطانيا من أكبر الدول المستثمرة في مصر في قطاعات متعددة منها قطاعات الخدمات المالية والطاقة والإنشاءات والسياحة والمنتجات الدوائية والمنسوجات والاتصالات كما تلعب الغرفة التجارية في كلا البلدين دورا هاما في دعم وتنمية التجارة والتعاون الاقتصادي بين رجال الأعمال من البلدين.

ولمزيد من التفاصيل حول هذه العلاقات التقت «بوابة أخبار اليوم» جاريث بايلى السفير البريطاني بمصر .

وخلال اللقاء أكد جاريث بايلى السفير البريطاني بمصر، أن مسيرته الدبلوماسية بدأت في مصر منذ 24 عامًا، مضيفا: «يسعدني أن أعود لأجد العلاقة بين بلدينا أقوى من أي وقت مضى».

شراكة استراتيجية

وأضاف: «مصر والمملكة المتحدة شريكان مع بعضهما البعض، مع المنطقة والعالم.. المصريون والبريطانيون يعملون وينجحون معًا.. كانت الشراكة وستظل دائمًا مفتاح نجاحنا، وأنا حريص الآن على رؤية ما يمكننا تحقيقه أكثر من خلال العمل معًا في مجالات المناخ والأمن والتعليم والتجارة والاستثمار».

وتابع: «تتطلع المملكة المتحدة إلى الترحيب بالمجتمع الدولي في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل لتغير المناخ، بعد أقل من شهرين.. حيث نتحمل معًا المسؤولية الأساسية لجعل عالمنا آمنًا للأجيال القادمة.. وأنا على ثقة كبيرة من أن مصر ستكون صوتًا رائدًا في هذا المؤتمر، حيث ستعمل علي تعزيز قضية الطاقة المتجددة، والدفاع عن البلدان والمجتمعات التي ستواجه أسوأ آثار تغير المناخ، وتلعب دورًا حيويًا في المساعدة في الاتفاق على نتيجة تنقذ كوكبنا».

وأكد سفير المملكة المتحدة في القاهرة، جاريث بايلي، انه سيعمل مع فريقه الدبلوماسي الجديد من أجل تعزيز الشراكة بين مصر وبلاده، مضيفا: «مصر هي بيتي الثاني، ومن يشرب من النيل يعود إلى النيل مرة أخرى».

وقال: «في حين أن الكثير قد تغير، لا يزال هذا البلد الذي أتذكره بشغف، شكراً لمصر، حكومةً وشعباً، على حفاوة الاستقبال».

العلاقات الاقتصادية بين البلدين

وحول دعم التعاون بين البلدين قال السفير البريطاني، انه التقى مع الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، لبحث العلاقات الاقتصادية المشتركة بين مصر والمملكة المتحدة، وناقش الجانبان أيضا البيان المشترك الذي صدر عن قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية في يناير 2020، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويأتي هذا اللقاء في إطار اللقاءات الدورية مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائية لتعزيز العلاقات المشتركة بين بريطانيا ومصر.

وأضاف: «شهدت المباحثات أيضا تسليط الضوء على إطار التعاون الاقتصادي المشترك بين مصر والمملكة المتحدة وأطر التعاون المستقبلي، بما يحفز مشاركة القطاع الخاص في التنمية وتطوير الشراكات في العديد من المجالات من بينها الصحة والتعليم والتكنولوجيا والاتصالات والشركات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من القطاعات التي تمثل أولوية حكومية، كما تطرق الاجتماع  بين الجانبان إلى مناقشة فرص التعاون المستقبلية لدعم عملية تطوير البنية التحتية وقطاع النقل من خلال مؤسسة سي دي سي البريطانية، والوكالة البريطانية لائتمان الصادرات UKEF. كما ناقش اللقاء استعداد استضافة المملكة المتحدة لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي».

مؤتمر المناخ

وقال السفير البريطاني، الذي تستضيف بلاده مؤتمر المناخ الدولي في نوفمبر بمشاركة العديد من الدول بينها مصر، إن ارتفاع درجات الحرارة حول العالم ليس أمرا طبيعيا مرددا ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن مواجهة تغير المناخ مسؤولية أخلاقية. وقال

 وتابع: «الوقت لم ينتهي بعد لإنقاذ العالم وسيتم إنقاذه بسواعد جيل الشباب والطلاب في الجامعات الآن وكل شخص يتحلى بالمسؤولية للتعاون في مواجهة تغير المناخ.. فلا توجد قضية أهم من قضية التغيرات المناخية الآن حيث يواجه العالم كارثة إنسانية يجب العمل على وقفها».

جهود مصر في مواجهة العنف

وقال السفير البريطانى انه حضر مؤخرا مؤتمر بجامعة القاهرة، وأشاد خلاله بالدور غير التقليدي الذي تقوم به وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة القاهرة تحت قيادة الدكتور محمد الخشت، وذلك من خلال الندوات والتدريبات والأنشطة الفنية والرياضية التي تقوم بها الوحدة.

ولفت إلى أن جامعة القاهرة وفريق عمل وحدة مناهضة العنف ضد المرأة يعد حليفا قويا في مواجهة العنف ضد المرأة، وكذلك فريق عمل المجلس الثقافي البريطاني كشريك منفذ والاتحاد الأوروبي الذي قام بالدعم المادي للمشروع.

ووجه سفير بريطانيا في مصر، الشكر للحكومة المصرية على الدور العظيم الذي قامت به لدعم المساواة بين الجنسين ومناهضة العنف والتحرش الجنسي، مؤكدًا على استمرار دعم السفارة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة حتى بعد انتهاء البرنامج المشترك بشكل رسمي، معتبرًا أن قضية العنف ضد المرأة تعد من أهم القضايا التي تواجه العالم.

مكافحة كورونا

وفيما يخص التعاون بين البلدين في مجال مكافحة كوفيد 19، أكد السفير البريطاني أنه يتم حاليا العمل مع الحكومة ‫المصرية للوصول إلى آلية تجعل شهادات اللقاح، للذين حصلوا على اللقاح في مصر معترفا بها في ‫المملكة المتحدة.

وأضاف: «تم إزالة اسم مصر من القائمة الحمراء للمملكة المتحدة. وتعد هذه خطوة كبيرة لدفع السياحة والأعمال ومساعدة الأفراد في السفر بحرية أكبر».

وأوضح: «سواء كنت مواطنًا بريطانيًا أو مصريًا أو غير مصري، فلن تطالب بعد الآن بالحجر الصحي الفندقي عند السفر من مصر إلى المملكة المتحدة».

وأضاف أن بريطانيا ملتزمة بفتح السفر الدولي مرة أخرى، لافتا إلى أنه طيلة فترة جائحة وباء كورونا كانت مصر والمملكة المتحدة من أقوى الشركاء، حيث تم توفير معدات الحماية الشخصية من قبل بريطانيا إلى مصر، وكذلك من مصر إلى بريطانيا؛ كما تم توفير الملايين من اللقاحات، مباشرة إلى مصر ومن خلال تحالف كوفاكس.