خارج النص

حياة كريمة .. وصحية!

د. أسامة السعيد
د. أسامة السعيد

لا يوجد فى الحياة أغلى من الصحة.. يمكنك أن تتقشف فى المأكل أو الملبس، لكن عندما يتعلق الأمر بالصحة فإن الأمر لا يقبل أى نقاش أو تهاون.
والحقيقة أن ما يشهده قطاع الصحة خلال السنوات الأخيرة من تطورات ملموسة تدعو إلى التفاؤل فى إمكانية الأمل فى أن يحظى المصريون بمرافق صحية تلبى طموحاتهم، وتطمئنهم على أن صحتهم فى أيد أمينة.
أقول ذلك بعد جرعة كافية من التفاؤل منحتنى إياها مشاركتى فى الاحتفال باليوم العالمى لسلامة المرضى يوم السبت الماضي، بدعوة كريمة من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية برئاسة الدكتور أشرف إسماعيل، وبمشاركة منظمة الصحة العالمية والعديد من الهيئات الصحية القائمة على تطبيق مشروع التأمين الصحى الشامل.
مصدر التفاؤل أننى استشعرت أننا نعمل وفق رؤية علمية حقيقية، تضع المعايير والضوابط الصارمة، ثم ينطلق العمل بها دون أى تهاون أو تفرقة بين مؤسسات طبية حكومية أو قطاع خاص، فضلاً عن التنسيق الواضح بين مختلف المؤسسات، بعيداً عن أسلوب الجزر المنعزلة الذى عانينا منه طويلاً، وكلفنا الكثير.
كما أسعدنى أن أعرف أن آلاف المنشآت الصحية التى يجرى حالياً التخطيط لها أو تشييدها ضمن المشروع العملاق «حياة كريمة» ستكون متوافقة تماماً مع معايير اعتماد المنشآت الطبية للانضمام لمنظومة التأمين الصحى الشامل، ما يعنى أن آلاف المراكز الطبية ستكون جاهزة لخدمة المواطنين من اليوم الأول لتطبيق منظومة التأمين الشامل فى تلك المحافظات، وبالفعل يجرى حالياً اعتماد التصميمات الهندسية لجميع الوحدات من هيئة الاعتماد والرقابة، لتشمل الرقابة كل مراحل العمل، من التخطيط، إلى التنفيذ والتشغيل.
أما أكثر الأخبار أهمية بالنسبة لجموع المرضى الحاليين والمستقبليين وأسرهم، فهو ما أعلنه الدكتور أشرف إسماعيل بشأن إمكانية الوصول إلى معدل «صفر أخطاء طبية» مع التحسن المستمر فى تطبيق معايير الرقابة، والصرامة فى المتابعة على جميع مكونات الخدمة الصحية المادية والبشرية، وهو حلم يجعلنا جميعاً نستبشر خيراً بما يجرى من تحسن مستمر فى الخدمات الصحية، فالمستقبل يصنعه فقط الأصحاء .. أصحاء الجسد والعقل.