ألمانيا تبدأ «لعبة البوكر» لتشكيل الحكومة

كاترينا برالى عضوة الحزب الاجتماعى الاشتراكى فى اجتماع مع رئيس الحزب ستيفان ويل
كاترينا برالى عضوة الحزب الاجتماعى الاشتراكى فى اجتماع مع رئيس الحزب ستيفان ويل

برلين ـــ (أ ف ب)  :
أكد المرشح الاشتراكي-الديموقراطي، أولاف شولتس، الذى يطمح أن يصبح المستشار المقبل لألمانيا، أن بلاده «مستقرة» سياسيًا رغم الشكوك المرتبطة بالمفاوضات الحساسة لتشكيل ائتلاف حكومى يقود البلاد خلال السنوات المقبلة. 

وقال شولتس الذى شغل حقيبة المال فى حكومة أنجيلا ميركل: «عليكم أن تعلموا بأن ألمانيا كثيرا ما شكلت تحالفات كانت مستقرة»، ونظرا للنتائج المتقاربة فى الانتخابات التشريعية، فقد تستمر المفاوضات لتشكيل ائتلاف ثلاثة أشهر.

مارس شولتس ضغوطًا على المحافظين من خلال تأكيده ضرورة انضمامهم إلى صفوف المعارضة، وأضاف أن «الاتحاد المسيحى الديموقراطى والاتحاد المسيحى الاشتراكى (البافاري) لم يخسرا الأصوات فحسب، لكنهما تلقيا فى الواقع رسالة المواطنين مفادها «أنه لا ينبغى أن يكونوا فى الحكومة بل فى المعارضة» ،بينما تجتمع فى برلين قيادات الأحزاب المختلفة المحتمل دخولها فى تحالف مستقبلي.


وأظهرت أولى النتائج الرسمية الموقتة التى نُشرت، على موقع اللجنة الانتخابية، حصول الحزب الاشتراكى الديموقراطى بزعامة أولاف شولتس على ٢٥٫٧% من الأصوات متقدّمًا بفارق ضئيل على المسيحيّين الديموقراطيّين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت، الذين حصلوا على ٢٤٫١% من الأصوات، وهى أدنى نسبة لهم منذ عقود.

ولم يسبق للمحافظين أن سجلوا نسبة تقل عن 30 %. ويشكل ذلك انتكاسة قوية لمعسكر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التى تستعد لاعتزال الحياة السياسية.

وتكمن المشكلة فى أن كلا المعسكرين يدعى أنه سيشكل الحكومة المقبلة وينوى كل منهما إيجاد غالبية فى البرلمان. ويبدو التوصل إلى غالبية أمر بالغ التعقيد هذه المرة لأنها ينبغى أن تشمل ثلاثة أحزاب وهو أمر غير مسبوق منذ 1950 بسبب تشرذم الأصوات.

وذكرت مجلة «دير شبيجل»، أن «لعبة البوكر بدأت»، وأضافت: «بعد التصويت تبقى الأسئلة الرئيسية مفتوحة: من سيتولى منصب المستشار؟ ما طبيعة التحالف الذى سيحكم البلاد فى المستقبل؟».  بالنسبة للاشتراكيين-الديموقراطيين الأمور واضحة، إذ قال زعيمهم البالغ 63 عامًا: «من المؤكد أن الكثير من المواطنين صوتوا لنا «لأنهم يريدون تغييرًا فى الحكومة، لأنهم يريدون أن يكون المستشار المقبل أولاف شولتس» .