لسنوات طويلة جلسوا علي مقاعد المسئولية، وكما جاءوا ذهبوا، دون أن يشعر الناس بهم، بعضهم شغل منصب وزير، والبعض الآخر تولي قيادة شركة أو هيئة، ومنهم من منح نفسه لقب خبير أو ناشط، وغيرهما من الألقاب المختلفة في المعني فقط، ولكنهم جميعا تشابهوا في أمر واحد وهو الفشل!
فعندما أسندت لهم المسئولية، فشلوا في أن يحققوا كلمة واحدة من شعاراتهم الرنانة التي ظلوا يصدعون بها رؤوسنا، وعلي النقيض، تعروا أمام الناس باكتشاف حقيقتهم، فلم تكن مصلحة الناس هدفهم، وإنما مصالحهم الخاصة وأن يجلسوا فقط علي المقاعد.
فهذا الرجل كنت أعرفه منذ كان رئيسا لإحدي الهيئات، في بدايته كان دائما ما يهرب من أي مواجهة، وفجأة تحول إلي بوق كبير لا يتوقف عن الكلام، لمجرد الكلام، فقد ظل علي حاله، حتي تحقق هدفه في غفوة من الزمن، أصبح وزيرا، لساعات بعد اكتشاف حقيقته، فما كان منه إلا أن عاد ليكون بوقا من جديد يصدر من خلاله فشله.
وآخر لا يختلف عنه كان لا يتوقف عن الحديث عن الحريات المفقودة، فبمجرد أن أصبح وزيرا مسئولا، تبخرت كل عهوده، وعلي النقيض فعل عكس ما كان الناس تنتظره منه، فكان مصيره، مصير سابقه.
والنماذج كثيرة تولت مقاعد المسئولية، فلم تضف شيئا ولكنها استمرت في نشر الفشل وتصديره للناس في مهزلة يصعب القبول بها، هم ينتقدون من جلسوا بعدهم أشد النقد، وكأنهم لم يجلسوا علي نفس المقعد ولم يفعلوا شيئا!
ربما يكون النقد مقبولا ممن لم يحصلوا علي فرصة لاثبات أنفسهم، ولكن كيف يتم قبوله من فشلة حصلوا علي فرصتهم، فلم يستفيدوا بها ولم يفيدوا أحدا؟
أمثال هؤلاء عليهم أن يصمتوا نهائيا، ويتوقفوا عن نقدهم ونصائحهم الجوفاء.
مؤكد أنكم لا تريدون الخير لهذا البلد.
ولكنكم تريدونها فوضي، لانها المناخ الوحيد الذي تستطيعون العيش فيه.
>>>
في زيارته الأخيرة لمصر قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال جلسة المباحثات التي عقدت بينهما، أن الجيش المصري جنب بلاده ويلات الفوضي والعنف.
ما قاله الرئيس العراقي لا يمكن أن يكون مجرد أشادة بالجيش المصري، قدر ما هو رسالة لكل مصري، أنظروا إلي ما آل إليه الحال في العراق وفي سوريا واليمن، وأحمدوا الله علي ما أنتم فيه، فالمؤامرة كان تستهدف بلادنا كما استهدفت تلك البلاد، التي سقطت وتفشل في أن تستعيد كيانها مرة أخري.
في نفس التوقيت، استضافت إحدي الفضائيات المصرية، إعلاميا عراقيا، كان يتحدث عن اشقائه العراقيين الذين أصبحوا لاجئين في دول آخري، لم يتمكن ذلك الاعلامي من منع دموعه التي غلبت عليه.
حفظ الله لنا مصر وحمانا من الفشلة والخونة والإرهاب، فكلهم وجوه مختلفة لعدو واحد.