أحمد إبراهيم
30 عاما مرت على تدشين القنوات الفضائية الخاصة في مصر، وتمكنت هذه القنوات من جذب جميع أطياف الأسرة المصرية والعربية، وتصدرت مقدمة القنوات الفضائية العربية، استمرارا للريادة المصرية فى الوطن العربى منذ بدايات القرن الماضى، وحتى الآن بعد زيادة عدد تلك القنوات وتنوع المحتوى بها.. يتحدث خبراء الإعلام فى مصر عن تقيمهم لتلك القنوات بعد 30 عاما، وما أهم المميزات وأبرز العيوب.
ويقول الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز: القنوات الفضائية الخاصة فى مصر كانت ضرورة لمتطلبات العصر: هناك مميزات كثيرة لتلك القنوات بلا شك مثل التنوع والابهار، ولكن على العكس هناك عيوب كثيرة أيضا، ومن بينها أنها كانت تهدف للربح فقط، وغير قادرة على توازن نفقاتها فكانت تضطر أحيانا الى ارتكاب أخطاء مهنية لتوفير المال بالاضافة إلى برامج اعتمدت على الجن والشعوذة من أجل الحصول على إعلانات والاستمرار على الشاشة، فهناك أخطاء بالجملة حصلت من جانب القنوات نتيجة البحث عن المال فقط دون النظر إلى أى شئ آخر، والعيب الاكبر بالنسبة لى هو أن تلك القنوات لم تخاطب سوى الداخل المصرى فقط”.
أما الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة فيقول: “القنوات المصرية الفضائية نجحت فى الكثير من الجوانب، ولكنها حتى الآن فشلت فى ما هو أهم وهو الجانب الاخبارى، فكيف لدولة بحجم مصر لا تمتلك قناة اخبارية كبرى تتحدث عنها، وتنقل لكل متابع مصرى وعربى الأخبار برؤية مصرية خالصة، فلا يمكن للاعلام المصرى بما يمتلكه من إمكانيات بشرية عملاقة لا يتمكن حتى الآن من انشاء قناة اخبارية”.
ويتابع العالم: “عندما يريد المواطن المصرى متابعة الأحداث الاخبارية فى العالم فيضطر الى متابعة القنوات العربية مثل قناة “العربية” او القنوات الناطقة باللغة العربية مثل “بى بى سي عربية” أو غيرها، ومع احترامى للجميع فكل القنوات العربية فى الشرق الأوسط كانت بدايتها على يد خبراء الاعلام المصري لما يتمتع به الاعلام المصرى من خبرات كبيرة عبر عشرات السنين، وهو امر لا يمتلكه اى اعلام عربى فى المنطقة على الاطلاق، فكيف لنا بعد هذا الكم من القنوات الفضائية ان ينتهى بنا الامر أن جميع القنوات تنقل عن قطاع الاخبار المصرى، فهذا دليل على عجز تلك القنوات فى انتاج محتوى اخبارى جيد”.
ويضيف العالم: “أما على مستوى باقى البرامج فحدث ولا حرج فنحن لا نمتلك قناة موجهة للأطفال حتى الان فى حين ان دول عربية مثل السعودية وسوريا وقطر وغيرها تمتلك عدة قنوات للأطفال وكذلك لا نملك برامج مرأة بشكل مميز فيجب ان نراعى جميع افراد الاسرة فى انتاج محتوى اعلامى جيد”.
فيما يوضح الدكتور حسن عماد مكاوي، أستاذ الإذاعة والتليفزيون والعميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة: مصر لها ريادة عظيمة فى مجال الإعلام بشكل عام ومجال الاعلام الفضائي بشكل خاص يكفى ان اول قناة فضائية مصرية كانت الفضائية المصرية، ولكن بمرور الوقت لم تحقق القناة الهدف منها بسبب ضعف المحتوى والقيود المفروضة على الإعلام المصرى فى ذلك الوقت حتى ظهرت القنوات الفضائية الخاصة فى أواخر التسعينيات بظهور قناتي دريم والمحور، وغيرها وكان لتلك القنوات تأثير كبير للغاية، فكانت تجربة جديدة على المشاهد المصرى والعربي حيث كانت تستضيف ضيوف وتناقش موضوعات لم تكن تطرح على القنوات غير الفضائية وهو ما اكسبها شعبية كبيرة فى فترة قصيرة للغاية لدى المشاهد المصرى والعربى .
ويضيف مكاوى: ما يميز القنوات الفضائية هو قدرتها على التنوع الكبير فى المحتوى، لم يكن موجودا من قبل على الاطلاق، وبرغم من تلك المميزات ظهرت عيوب كثيرة من بينها عدم التقيد بالمعايير المهنية المطلوبة فى العمل الإعلامى، ففى كثير من الاحيان تقدم معلومات غير دقيقة وتزيد التعصب واثارة الخلافات بشكل ملحوظ وذلك من اجل البحث عن الجذب الجماهيرى من اجل زيادة الاعلانات وزيادة الربح المادى، فكما لها من مزايا أظهرت عيوبا نتمنى ان لا نراها مرة اخرى وتصحح تلك العيوب من اجل استمرار الريادة المصرية في الإعلام فهو شيء ضرورى للغاية لمصر بلا شك.