أحمد سيد
«تفاحة السينما وقطتها وسيدة النيل والبرنسيسة»، ألقاب أطلقت على ليلى علوى، ولكن يظل لقبها المفضل، والأقرب إلى قلبها «لوله»، فعندما تجلس فى رحاب جميلة السينما، تكتشف أنك أمام شخصية نادرة، مفعمة بالحيوية، الابتسامة لا تفارق وجهها، شديدة التواضع والرقى، شديدة الانضباط، ليس فى قاموسها اللون الرمادى، الالتزام هو أسلوب حياة بالنسبة لها، وهو ما تعلمته من نجوم الزمن الجميل الذين تعاونت معهم، وحاولت أن تنقله الى الأجيال الجديدة .
ليلى علوى، تعيش حاليا حالة من النشاط الفنى، إذ عادت الى التمثيل بعد فترة من الغياب ما يقرب من خمس سنوات، والمدهش فى الأمر أن ليلى غابت بعد آخر أعمالها السينمائية «الماء والخضرة والوجه الحسن» لتعود أيضا من بوابة السينما، ولكن هذه المرة من خلال فيلمى «ماما حامل» والذى عرض فى موسم عيد الأضحى، ومؤخرا فيلم «200 جنيه» ضمن كوكبة كبيرة من النجوم الكبار، تقوم حاليا أيضا بتصوير مسلسل «منورة بأهلها» مع يسرى نصر الله .
«أخبار النجوم» التقت ليلى علوى والتى فتحت خزائن أسرارها وتحدثت عن أعمالها الجديدة وسر غيابها هذه الفترة .
فى البداية تتحدث ليلى علوى عن فيلمها الأخير «200 جنيه» قائلة: «سعيدة بردود الفعل التى تلقيتها حتى الآن عن فيلم «200 جنيه»، فهو من الأعمال التى تكشف كثير من التناقضات فى المجتمع.
وسعدت بدورى فى العمل من خلال شخصية «سلوى»، وهو ما شعرت به منذ الوهلة الأولى لقراءتها، وتوحدت معها، خاصة أنها شخصية عندها عزة نفس عظيمة وتجسد أحاسيس مختلفة، وهى من أكثر الأمور التى دفعتنى للموافقة على المشاركة فى هذا العمل، وشخصية سلوى هى لبيسة إحدى النجمات التى تتعرض لظروف صعبة بعد وفاتها وتغير مجرى حياتها».
وتضيف ليلى علوى: «العمل ككل أيضا يحمل كثير من القضايا الاجتماعية التى يتم مناقشتها من خلال 8 قصص مختلفة، وبرغم من ذلك البطل فى هذا العمل هى ورقة 200 جنيه، كما أن مشاركة مجموعة كبيرة من النجوم دفعتنى للمشاركة، فالعمل يعتمد على البطولة الجماعية، وهذه النوعية من الأعمال أحبها أيضا، وأفضل المشاركة فيها خاصة أن هناك عديد من القضايا التى يتم طرحها من خلال العمل الجماعى.
الابتعاد عن السينما منذ آخر أفلامك «الماء والخضرة والوجه الحسن» والعودة بفيلمي «ماما حامل» و«200 جنيه» فما سر الغياب؟
الغياب لم يكن مقصودا ولكن كان عندي فيلم لم يعرض ومررت بظروف خاصة، حتى وجدت فيلم «ماما حامل» والذى عرض من فترة قصيرة، ولمست فى هذا العمل جانبا مختلفا قلما قدمته فى السينما، وهو الكوميديا التى تعتمد على الموقف، فضلا عن وجود قضية اجتماعية شديدة الأهمية، وتم معالجتها بطريقة كوميدية حتى يتفاعل معها الجمهور، أتصور أن العمل حقق ما كنا نتوقعه حيث تفاعل معه الجمهور بشكل كبير.
بينما جاءت المشاركة فى فيلم «200 جنيه»، حيث رأيت هذا العمل يطرح قضية اجتماعية تمسنا جميعا بجميع فئات المجتمع، مما دفعنى للمشاركة فيه أيضا.
كيف ترين أعمال البطولة الجماعية خاصة أن فيلم «200 جنيه» ينتمى إلى نفس هذه النوعية من الأعمال؟
أرى أن أعمال البطولة الجماعية بها كثير من الإيجابيات، وخاصة أن إذا كان العمل يستحق وجود هذه المجموعة مثل فيلم «200 جنيه»، وليس ظهورهم مجرد نوع من الدعاية، ففى فيلم «200 جنيه» تجد كل ممثل برغم من مساحة دوره الصغيرة إلا أنه أبدع فيها، الحقيقة وافقت على هذا العمل بهدف دعم السينما المصرية، ويجب على جميع الفنانين تشجيع السينما والمشاركة في التجارب الجريئة والجديدة.
ماذا عن كواليس تصوير الفيلم؟
كانت أجواء العمل فى غاية الروعة والود والحب، حيث كان هناك تنسيق بين الجميع، الى جانب أن التصوير لم يكن به أى تعطيل حيث انتهينا من تصوير العمل فى وقت قصير، فضلا عن وجود هذه المجموعة من الفنانين أضفى حالة إيجابية على الجميع.
كيف ترين التعاون مع محمد أمين والمؤلف أحمد عبد الله من خلال فيلم «200 جنيه»؟
أرى أنه تعاون مثمر للغاية، ونتج عنه فيلم جيد الصنع، أشاد به الجمهور، وأرى أن المؤلف أحمد عبد الله كتب سيناريو محكم للغاية، المعروف بتناوله لموضوعات من عمق المجتمع، مثل «الفرح» و«كباريه» و«ساعة ونص»، ويتناول الفيلم من خلال تيمة بسيطة هى ورقة العملة فئة 200 جنيه، 8 حكايات مختلفة منها الإنسانى والكوميدى والتراجيدى، وكلها موجودة ونلمسها بأنفسنا، ما أسعدنى جدا.
كما أن هذا التعاون الثانى بينى وبين المخرج محمد أمين، حيث اجتمعنا سويا فى فيلم «التاريخ السرى لكوثر» والذى لم يعرض حتى الآن، فهو من المخرجين المتمكنين من أدواتهم، ويعرف كيف يدير الممثل ويخرج كل طاقته من أجل تصوير العمل والخروج به إلى بر الأمان، وأنا من مشاهدى أفلامه ومن المعجبين به كسيناريست وكمخرج.
كان اختيار عودتك الى السينما من خلال فيلم كوميدى «ماما حامل» أمر غير متوقع فهل كان مقصودا؟
لم يكن مقصودا، ولكن وجدت فى هذا العمل ما يحمسنى لتقديمه وهى الفكرة التى تدور حولها الأحداث، وبرغم من طرحها بطريقة كوميدية إلا أن القضية التى ناقشها الفيلم فى غاية الأهمية، وهى مشكلة اجتماعية موجودة بالفعل، وأنا لمست هذه الأزمة من خلال مقربين لى، وأتصور أنها قدمت بشكل جيد، وردود الفعل التى تلقيتها كانت إيجابية، وأكدت حسن اختيارى، وأدركت أننى «واحشة الجمهور بالفعل»٫
وكان هذا بالنسبة لى له قدر ومعنى كبير، فضلا عن الجمهور يبحث دائماً عن الضحك، والفيلم مختلف بشكل كبير عما قدمته من قبل، فأنا استمتعت بكواليس تصويره جداً، لذلك أثق في إعجاب الجمهور به، وخصوصاً الذين يتشوقون للمرح في هذا الوقت تحديداً وسط أجواء «كورونا»، كما أن الأعمال الكوميدية لها جمهور عريض من مختلف الفئات العمرية ينتظرها بشغف.
هل تتعامل ليلى علوى مع ابنها خالد كما كانت تتعامل مع أبنائها فى فيلم «ماما حامل»؟
تعاملى مع ابنى خالد شديد الخصوصية، ويغلب عليها طابع الصداقة أكثر، ولكن هذا لا يمنع من وجود بعض الشدة والحزم فى بعض المواقف، ولكن المهم أن يكون هناك تواصل بيننا باستمرار.
هل ستدخلين فى اختيار عروس ابنك خالد مثلما حاولت «سمية» فى الفيلم أم تتركينه على حريته؟
بالتأكيد سأتركه يختار بنفسه، وهو ما تربى عليه، وعليه أيضا أن يتحمل نتيجة اختياره، فأنا لست من الأمهات اللاتى يتدخلن فى اختيارات أولادهن، فإن دورى يتوقف عند النصيحة، وعليه أن يختار بعدها بكامل إرادته، وهو ما أفضله كما أننى لست من الحموات اللاتى يصعب التعامل معهن.
هل كنت تخططين للعودة الى السينما بفيلم كوميدى واخر اجتماعى ؟
لم أخطط لحاجة بعينها، ولكن كل تفكيرى منصب فى اتجاه تقديم أعمال جيدة وأدوار مختلفة تناسبنى وتضيف لى، وغير متوقعة بالنسبة لجمهورى، وهذا ما وجدته فى العملين «ماما حامل و200 جنيه»، وفى العملين تعاونت مع مجموعة كبيرة من النجوم الذين سعدت بالعمل معهم.
يعرض حاليا فيلم «ماما حامل» على إحدى المنصات الإلكترونية بعد عرضه فى السينما وبرغم من ذلك إلا أن علاقة «سمية وكمال» أثارت حالة من الجدل مجددا؟
لأن علاقة سمية وكمال علاقة أى شخص يحبها، ويتفاعل معها، ويتمنى أن تكون موجودة على أرض الواقع، وإن كان هذا ليس موجود بشكل دائما، وهذه العلاقة تؤكد أيضا مدى أهمية الحفاظ على الحب بين الطرفين، والى أى مدى مهم فى العلاقة الزوجية التى تجمع بين أى طرفين، وأحببت هذه العلاقة كثيرا فى هذا العمل، والتعاون مع بيومى فؤاد خلق حالة جيدة انعكست على الشاشة ولمسها المشاهد.
ماذا عن الدراما وتحضيرك لمسلسل «منورة بأهلها» مع باسم سمرة ويسرى نصر الله ؟
سعيدة بعودتى إلى الدراما وخاصة بالتعاون مجددا مع المخرج يسرى نصر الله بعد تجربتنا سويا فى فيلم «الماء والخضرة والوجه الحسن»، ومسلسل «منورة بأهلها» ينتمى إلى نوعية مسلسلات الـ 10 حلقات، وهو أمر ليس جديد بالنسبة لى حيث قدمت من قبل، والعمل من تأليف محمد أمين راضى.