احتفال إنساني كبير تشهده كل البيوت المصرية اليوم لأنه يمس فئة كبيرة من أفراد الشعب المصري.. إنه الاحتفال بيوم اليتيم الموافق الجمعة الأولي من شهر أبريل والذي يستعيد فيه اليتيم كرامته وإنسانيته وفرحته بوجود الجميع حوله حيث يشعر بأهميته وقيمته بين أفراد جيرانه وأصدقائه والمقربين منه وحتي هؤلاء الذين لم يرهم من قبل ولم يسمع عنهم شيئا ولم يكن يتصور في يوم وهو يعيش وحيدا في عالم منبوذا من الجميع إنه سيكون محور اهتمامهم.. خاصة بعد فقده أهم رابطة في العالم وهي الرابطة الأسرية القوية سواء بوفاة والده أو والدته أو الإثنين معا فيعرف بعدهما معني أن يعيش طفلا يتيما يبحث باستمرار عن أبسط حقوقه الإنسانية والاجتماعية والمادية في الحياة ليجد نفسه وحيدا يائسا لا أحد يمسح دمعته عندما تنساب علي خديه ولا يعرف طعم من يحتضنه في وقت الشدة ولا يجد يدا تمتد له بالطعام أو العلاج.. وحتي في أفضل الظروف قد يجد نفسه في بيت أحد أقاربه فإنه لن يشعر وكيف يشعر بطعم الاستقرار أو الحياة الهادئة خاصة وأنه لا يجد من يقول له أو يتحدث معه عن أبسط أحاسيسه وأحلامه وطموحه في الحياة وإذا كان هذا اليتيم وجد له مكانا تحت سقف مسكن ووسط عائلة ما فكيف يكون حال اليتيم الذي نشأ وترعرع ليجد نفسه في دار للأيتام قد تكون عوضا عن أسرته التي كانت وقد يكون سيء الحظ ليشعر بأنه طريد للتعليمات القاسية ويكبر علي الرفض لكل قواعد التربية والآداب ويتزايد معه الحقد تجاه نظائره من الأطفال أو الشباب الذين يعيشون في كنف أسرهم.
وقد تلعب الأقدار الدنيئة مع بعض الأيتام فينشأ وسط أطفال الشوارع وتتلقفه عصابات النشل أو السرقات أو حتي تعلمه فنون التسول وللأسف تستغل الفتيات الصغار في أسوأ تجارة لبيع أعراضهن تحت الكباري والسلالم.
إننا في هذا اليوم نريد أن يكون احتفالنا بيوم اليتيم إيجابيا وله مردود جيد بحيث نحاول أن نغير في مسيرة هؤلاء الأيتام بأن نرشدهم إلي الطريق القويم ونزرع فيهم حب الخير ونتعهدهم بالرعاية الصحية والنفسية والمعنوية وأيضا المادية وهناك أبواب كثيرة لإرشادنا إلي هذا الطريق القويم والذي نسمعه ونراه عن المجهودات الجيدة التي تبذلها منظمات المجتمع المدني لرعاية الأيتام ونجدها فرصة اليوم لنتسابق لعمل الخير ويكفل كل واحد منا يتيما يصرف عليه ويتبناه داخل إحدي هذه الجمعيات وهذه الكفالة متاحة بأن يتقدم المواطن بطلب لكفالة طفل مقابل التعهد بدفع مبلغ نقدي شهري مع تقديم ملابس وهدايا في كل المناسبات ليدخل الفرحة والبهجة علي هذا اليتيم كلما ذهب لزيارته ويحرص علي أن يجعله يتابع الدراسة حتي يتخرج مواطنا صالحا ينفع وطنه أو شابة تصلح لأن تكون زوجة وأما لأولاد جديرة بالإحترام.
وهنا نكون طبقنا وصية رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم عندما قال: أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطي.