أضواء

المشير طنطاوى فى رحاب الله

عبدالله حسن
عبدالله حسن

سيذكر التاريخ أن المشير محمد حسين طنطاوى رحمه الله قاد البلاد فى مرحلة صعبة فى أعقاب أحداث ٢٥ يناير  ٢٠١١ وأحبط مؤامرة شاركت فيها قوى كبرى فى الداخل والخارج كانت تستهدف إسقاط مصر وتقسيمها.
كان التحدى كبيرا والمؤامرات تحاك منذ عدة سنوات فى انتظار إشارة البدء لتنفيذها وتصور المتآمرون أن الفرصة مواتية لتنفيذ الخطة، ولم يدركوا أن الجيش الوطنى لمصر ومن ورائه شعب مصر العظيم يمكن أن يحطموا آمالهم، ومع تزايد المظاهرات وحالة الإنفلات الأمنى التى أصبحت تهدد الدولة المصرية كلها تخلى الرئيس حسنى مبارك رحمه الله عن الحكم وكلف المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد، وبدأ المشير طنطاوى ومعه المجلس العسكرى الذى يضم مجموعة من خيرة ضباط القوات المسلحة فى مواجهة المخطط ووضع حد لأعمال الفوضى والإرهاب التى بدأت تنتشر فى القاهرة وبعض المحافظات، فى هذه الظروف الصعبة والحرجة التى شهدتها مصر ترأس المشير طنطاوى المجلس العسكرى وأعلن انحيازه لشعب مصر العظيم وقال إن المجلس يتفهم المطالب المشروعة للشعب وسيظل فى حالة انعقاد دائم لحين تلبيةهذه المطالب،قاد المشير طنطاوى المجلس العسكرى فى هذه المرحلة الصعبة ووراءه الخبرة العسكرية الطويلة التى اكتسبها منذ تخرجه فى الكليةالحربية عام ١٩٥٦ ومشاركته فى الحروب التى خاضتها مصر بداية من العدوان الثلاثى على مصر ونكسة ٦٧ وحرب الاستنزاف وصولا إلى النصر العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة وقيادته للكتيبة ١٦ فى الفرقة ١٦ فى الجيش الثالث الميدانى التى اقتحمت قناةالسويس وخط بارليف مع بدء المعارك ظهر السادس من أكتوبر عام ٧٣ وقاتلت ببسالة فائقة القوات المدرعة الإسرائيلية التى كان يقودها أرييل شارون يوم ١٦ أكتوبر وأحبطت محاولاتها لاقتحام القناة والعبور إلى الضفة الغربيةللقناة وكبدتها خسائر فادحة جعلته يغير خطته ويتجه إلى منطقة البحيرات حيث نجح فى اختراقها عند منطقة الدفرسوار وأحدثت الثغرة. حافظ المشير طنطاوى على الأمانة وأنقذ مصر من المؤامرة واجتاز كافة المصاعب التى تعرضت لها  حتى سلم الأمانة بعد سقوط الإخوان وخروج ملايين المصريين يطالبون بالمشير عبدالفتاح السيسى ابن المؤسسة العسكرية رئيسا لمصر ليواصل المسيرة ويحقق أحلام المصريين، وحين انتقل المشير طنطاوى إلى رحاب الله نعاه الرئيس عبدالفتاح السيسى وقال لقد فقدت أبا ومعلما غيورا على وطنه قاد البلاد بحكمة فى أصعب الظروف.