تقرير خاص| «الروح».. مسلسل فلسطيني في 2014 جسد قصة هروب أسرى «جلبوع»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"الضوء ينبع آخر النفق".. قصةٌ بين واقعٍ وخيالٍ، بين مشهدٍ أعجز محتلٍ عن تصوره وروايةٍ كُتبت في صفحات المؤلفين والكُتاب، فلا الظلام وقف حائلًا دون المبتغى، ولا النور حُجب عن قلوب آمنت بحريتها وحرية أوطانها.

ملخص قصة أسرى فلسطينيين رأوا في مخيلتهم كيف يمكن أن يشقوا أصعب الطرق ويقهروا الصعاب وسجانيهم في آن واحدٍ، ويهربوا بطريقة أصابت أعداءهم بالذهول، وربما كان إلهامهم في ذلك فكرةٍ جسدها فلسطينيون آخرون ولكن عبر شاشة التلفاز في عملٍ دراميٍ كان جليًا أن يعكس واقعًا لشعبٍ فلسطينيٍ.

والدراما في أي بلد عادةً ما تجسد واقع شعبها وآلامه، خاصةً حينما يرزخ هذا الشعب تحت احتلال غاشمٍ يضيق الخناق عليه. وفي فلسطين تم إنتاج مسلسل تلفزيوني عُرض في شهر رمضان عام 2014، حمل اسم "الروح"، وجسّد فكرة الهروب من سجون الاحتلال عبر شق نفقٍ أسفل السجن، كنفق "الحرية"، الذي من خلاله ستة أسرى فلسطينيين مصلحة السجون الإسرائيلية في حالة من الصدمة مما فعلوه أسرى "جلبوع".

«نفق الحرية» في الدراما

ويظهر أحد مقاطع المسلسل بعض الأسرى وهو يقومون بحفر النفق أسفل أحد السجون الإسرائيلية، ومن ثم يهربون عبر إلى خارج السجن، في محاكاة لما حدث فعليًا بعد ذلك بسبع سنوات من قبل ستة أسرى فلسطينيين في سجن جلبوع، شديد الحراسة، في وقتٍ سابقٍ من شهر سبتمبر الجاري.

ويقول الفنان الفلسطيني فؤاد نظمي، وهو أحد أبطال مسلسل "الروح"، إن فكرة المسلسل وقتها كانت من شاب من غزة، وإخراج شاب آخر من خان يونس، هو الآن مقيم في تركيا، وكان قصة وسيناريو وحوار سليمان أبو ستة، وكان مؤلفًا من 27 حلقة.

ويضيف نظمي لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن وجه التشابه بين المسلسل وما حدث من أسرى جلبوع أنه تقريبًا نفس الشيء، بل إننا ظننا أنهم شرعوا في فكرتهم في شق النفق مع نشر المسلسل، قبل أن نكتشف قبل أسبوع أن واحد من الأسرى قال إنهم بدؤوا في شهر ديسمبر الماضي".

قصة المسلسل

وحول دوره في المسلسل، يقول نظمي: "دوري في المسلسل، كنت أنا الأسير الكبير الذي مضى به الزمن، وكان اسمي إبراهيم نهرين، وأنا السبب في حفر النفق (في المسلسل) وخرجت من النفق وبعد عدة أيام أُسرت مرة أخرى، وبعد فترة من الزمن خرجت في صفقة وفاء الأحرار".

ويتابع: "وفي أحداث المسلسل، تم نقلي أثناء الحفر من سجن إلى سجن، وهو ما حدث فعليًا مع الأسير زكريا الزبيدي، الذي انتقل من غرفة إلى غرفة قبل عملية الهروب، وبعد نقلي إلى سجن آخر بدأ أصحابي في حفر النفق، وبعد شهرين أعادوني إلى السجن وأكملت معهم الحفر وجرحت معهم".

ويمضي قائلًا: "بعد ذلك خرجنا عبر النفق وكنا سبعة، واحد منا استٌشهد في المسلسل، وشردنا اثنين والباقي عادوا مرة أخرى، وظللنا لمدة أسبوعين حتى اعتقلنا اليهود في مزرعة ونحن نأكل، ثم وضعونا في السجن وقاموا بتعذيبنا، وبعد ذلك جاءت صفقة وفاء الأحرار الخاصة بتبادل الأسرى".

ويشبه ذلك الواقع الحالي مع أسرى جلبوع، وذلك بعد إعلان المقاومة الفلسطينية أن أية صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل في الفترة المقبلة، يجب أن تتضمن أسرى "جلبوع" الستة.  

وكان ستة أسرى فلسطينيين قد تمكنوا من الهروب من سجن "جلبوع" شديد الحراسة، في 6 سبتمبر الجاري، في ضربةٍ قويةٍ للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، إلا أن قوات الاحتلال أعادت اعتقالهم، بدايةً من اعتقال أربعة منهم، مساء 10 سبتمبر وفجر 11 سبتمبر، بشكلٍ متتابعٍ.

والأسرى الستة هم محمد العارضة ومحمود العارضة وزكريا الزبيدي ويعقوب قادري ومناضل يعقوب نفيعات وأيهم فؤاد كمامجي.

وظل الأسيران مناضل نفيعات وأيهم كمامجي حرّين طليقين، إلى أن تم اعتقالهم فجر الأحد 19 سبتمبر، في جنين.

ومثل الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم آنفًا، في 11 سبتمبر، أمام محكمة "الناصرة" الإسرائيلية، والتي قررت تمديد اعتقالهم مثلما جرى الأمر لاحقًا مع آخر أسيرين معتقلين.

وقبل يومين من اعتقال أي أسير من الستة، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: إن "عملية مطاردة الأسرى الستة هي الأكبر في تاريخ إسرائيل"، مشيرةً إلى أنها تشارك فيها 730 مركبة شرطة وطائرات مروحية ومسيرة.

وتحدثت الصحيفة، عن أن الجيش الإسرائيلي يستخدم قدرات غير مسبوقة من مجسات ومنظومة رقابة في البحث عن الأسرى الفارين من سجن "جلبوع".