يوسف إسماعيل : «المهرجان القومي» يرد اعتبار المؤلف المسرحي

يوسف إسماعيل
يوسف إسماعيل

أيام قليلة وتنطلق فعاليات الدورة 14 من عمر المهرجان القومى للمسرح، وهو الحدث الذى ينتظره الكثير من محبي وعشاق المسرح والتى تنطلق فى 27 من الشهر الجارىوتستمر حتى 9 أكتوبر، في السطور التالية يكشف الفنان يوسف إسماعيل رئيس المهرجان عن فعاليات الدورة الحالية، والاختلاف عن دورة العام الماضى، وسبب اختيار اسم «الكاتب المسرحي المصري» للدورة الجديدة.

في البداية.. ما الاختلاف الذى تشهده الدورة الجديدة عن الدورات السابقة؟

نحتفل هذا العام بالمؤلف المسرحى وتحمل الدورة 14 من المهرجان القومى للمسرح اسم «الكاتب المسرحى المصري»، في الدورة الماضية وعدت أن هذه الدورة ستكون تكريماً وإحتفالا بالمؤلف المسرحى المصرى، مستمرون على كل الأسس التى تم وضعها فى الدورة الماضية من المهرجان، بعد أن تم وضع شكل محدد ودائم للمهرجان الخاص «بالتنظيم والادارة»، التى تعمل على توفر المعلومات الكافية عن المهرجان طوال العام وبالتالى رئيس المهرجان يحصل على أى معلومات بسهولة، وكان لابد من وجود مقر إدارى دائم للمهرجان «مسرح ميامى»، إنشاء موقع إلكترونى الذى عمل على تسهيل إستقبال كل العروض المسرحية التى ترغب فى المشاركة فى المهرجان بعد أن كان يتم إرسالها على «إسطوانات او فلاشات» حتى تشاهدها لجنة المشاهدة، وبالتالى وفر الموقع مجهودا كبيرا على صناع العروض المسرحية الذين كانوا يأتون بها وتسليمها بإحدى الطرق المشار إليها وإرسال العروض على الموقع مباشرة خاصة من يأتون من قرى ومحافظات جنوب الصعيد، أدى ذلك إلى تواصل بين كل الجهات .
المنتجة للمسرح، أيضا يتم بث كل فعاليات المهرجان مباشرة للجمهور.

 ما تفاصيل الفعاليات؟
يتم الان تجهيز عرض مسرحى يعرض يوم افتتاح المهرجان، مأخوذ من عنوان الدورة الحالية «الكاتب المسرحى المصرى»، كما سيتم تكريم بعض الرموز المسرحية فى حفل افتتاح المهرجان من بين هؤلاء المكرمين، اسم الراحلين سمير غانم ودلال عبد العزيز لرصيدهما المسرحي الفني الكبير وحبهما للمسرح، وتكريم سمير غانم بالتحديد الذى يعتبر واحدًا من أهم نجوم المسرح المصري والعربي كان مقررا ومحسوما مع نهاية الدورة الماضية بسبب بصماته المهمة في المسرح الكوميدى ولكن القدر منع تكريمه حيا، أما الراحلة دلال عبدالعزيز فلها إسهاماتها المعروفة في مسرحى القطاع العام والخاص ومن المقرر أن تحضر حفل الافتتاح أسرة الراحلين، كما سيتم تكريم الفنان فاروق فلوكس تقديرا لمسيرته الفنية والمسرحية والتي تمتد لأكثر من  60 عاما من العطاء الفني، كما سيتم تكريم الناقدة المسرحية آمال بكير تقديرا لمسيرتها النقدية في عالم المسرح واهتمامها بالشباب والكتابة عن تجاربهم المسرحية، وذلك لإسهاماتها الكبيرة في النقد المسرحي، ومعايشتها وحضورها المستمر للعديد من الأعمال المسرحية، ومشاركتها المستمرة في المحافل الفنية والمسرحية، فضلا عن إسهاماتها المعروفة في متابعة عروض مسارح الدولة والهواة والمسارح التجارية والاهتمام بالكتابة عن المواهب الشابة، وجارى ترشيح بعض المكرمين، أما فى حفل ختام المهرجان دائما يحظى بتوزيع الجوائز على الفائزين، بالإضافة إلى عرض صغير مع الختام.

هل سيتم الابقاء على تنافس العروض فى مسابقة واحدة؟
تم إلغاء تقسيم العروض المسرحية إلى 3 مسابقات منفصلة وأصبحت مسابقة واحدة تضم جميع الجهات المنتجة للمسرح، سواء عروض الهواة او المحترفين، كل المهرجانات العالمية الكبيرة تتبع نظام المسابقة الواحدة، منذ الدورة الماضية ولا يوجد تمييز أحد عن الأخر، الجميع يتسابق فى منافسة شريفة منضبطة، الجميع يحظى بنفس قدر الإهتمام والرعاية، المسرح القومى مثله مثل فرق الجامعات، اما من حيث قيمة الجوائز، الجائزة الأول قيمتها  30 ألف جنيه، ونسعى إلى زيادة قيمتها، تبلع قيمة جائزة المقال الصحفى 5 آلاف جنيه، جائزة البحث النظرى 10 آلاف جنيه، بشرط أن يكون البحث لم يقدم لاى جهه علمية أخرى، ولم يقدم لنيل أى درجة علمية، بمعنى أن يكون البحث كتب خصيصاً للمهرجان، كما تم استقبال عروض مسرح الطفل وإدراج العروض المختارة منها ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، جاءت هذه الخطوة بعد مطالبات من جهات إنتاجية عديدة سواء خاصة أو حكومية بإدراج عروض مسرح الطفل ضمن مسابقة المهرجان القومي للمسرح المصري، وبذلك يسمح المشاركة في المهرجان لعروض مسرح الطفل من الجهات الإنتاجية المختلفة مثل البيت الفني للمسرح، وفرق الهيئة العامة لقصور الثقافة، والفرق المستقلة والحرة والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، مركز الهناجر للفنون، ومراكز الإبداع الفني، والمعهد العالي للفنون المسرحية”، بالإضافة إلى جهات الإنتاج الخاصة، وفى حالة وجود عرض متميز من عروض مسرح الطفل سوف يتم عمل جائزة جديدة له.

 كم عدد العروض التى تقدمت للمشاركة فى المهرجان؟
95 عرضًا مسرحيًا من الجهات الإنتاجية المستقلة ومؤسسات المجتمع المدنى والهواة والشركات والبنوك والجامعات ومسرح القطاع الخاص للمشاركة في المهرجان القومي للمسرح، ومنها 5 عروض لمسرح الطفل، ومن المقرر أن تدخل تلك العروض التي استوفت شروطها لجنة متخصصة لاختيار النسبة المقررة في اللائحة وهي 13 عرضًا مسرحيًا، 23 عرضا من البيت الفنى للمسرح، الهيئة العامة لقصور الثقافة، دار الأوبرا المصرية، قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية لمسرح البالون، مسرح الهناجر، المعهد العالى للفنون المسرحية، ليصبح إجمالى العروض التى ستيم اختيارها من قبل لجنة المشاهدة للمشاركة فى المهرجان 36 عرضا.

ما معايير اختيار العروض؟
هناك مرونة في اختيار العروض المسرحية المختلفة المشاركة فى المهرجان بسبب الظروف التي نمر بها بشأن جائحة كورونا والتي تسببت في عدم استكمال بعض المواسم المسرحية، من خلال فتح مدة إنتاج العروض، فكان فى الدورات الماضية نستقبل العروض حتى 30 يونيو، فى هذه الدورة تم زيادة  فتح مدة الإنتاج حتى 31 أغسطس بسبب التأثير السلبى لجائحة كورونا على إنتاج العروض المسرحية، جميع الجهات المسرحية طلبت زيادة المدة، وهذه مرونة من إدارة المهرجان للمواءمة مع الوضع العام.

 ما سبب إطلاق «الكاتب المسرحى المصرى» على الدورة؟

تكريماً ورد اعتبار للمؤلف المسرحي، وذلك ليس على مستوى العروض فقط، بل على مستوى الجانب النظرى والفكرى، من خلال الندوات التى تقام خلال فعاليات المهرجان والتى ستتناول كل ما يخص عنصر التأليف حتى ما قبل 150 سنة مسرح، المؤلف مظلوم كثيرًا رغم أنه فى أزهى عصور المسرح كان المؤلف هو النجم والبطل، أما الآن فقد صار المؤلف على الهامش والنصوص يتم الاعتداء عليها دون الرجوع لمؤلفيها وكُتابها، لذا نحاول أن نرد للمؤلف حقه ونستعيد قيمته الفعلية التى تعلى من شأن الحركة المسرحية، فى محاولة للإجابة عن السؤال المثار منذ سنوات: هل نعانى أزمة مؤلف وأزمة نصوص؟، المؤلف هو صاحب أول حرف فى العملية المسرحية ويكون هو أقل حظاً، نحاول رجوع الأمور إلى نصابها الحقيقى والطبيعى، من خلال إلقاء الضوء على كل أشكال التأليف سواء النصوص التى استلهمت من النصوص الغربية او من إبداع تراثنا الأصيل، بداية من أيام الفراعنة حتى وقتنا الحالى، عن طريق “المحور النظرى” الذى يقام فى المجلس الأعلى للثقافة، المسرح دون نقد لا ننتظر منه أي تطوير ويبقى الحال كما هو عليه ،كما يتم التناول من خلال الدراسات والابحاث التى تقدم للمهرجان، حرصنا أيضا أن أفيش المهرجان الذى صمم على يد الفنان مصطفي عوض، جاء بصبغة فرعونية يظهر فيها الكاتب المصري الفرعوني القديم جالسًا على كرسي مع وجود هرمين يسار ويمين الكاتب، كدلالة على أن الكاتب المصري يعتبر هو الهرم الثالث.

تغيير مواعيد المهرجان من دورة لأخرى وعدم ثبات موعده آلا تؤثر عليه؟

بالتأكيد يؤثر على المهرجان، عندما أنشيء المهرجان تم إتخاذ قرار أن يقام فى النصف الثانى من شهر6، هذا الموعد يرجع إلى أن الجهات المنتجة للعروض المسرحية تكون توقفت عن إنتاج عروض بسبب انتهاء السنة المالية وبالتالى لم يتم تعطيل المسارح عن خطتها المسرحية، السنوات الماضية كان يقام فى شهر أغسطس، وكان يليه مباشرة المهرجان التجريبى، فيحدث تأثير من كل مهرجان على نجاح الآخر، ولكن إذا أقيم المهرجان القومى فى شهر 6 والتجريبى أقيم فى شهر9 سيكون بينهم مدة كافية دون تأثير كل منهم على الآخر، ويأخذ كل مهرجان حقه، ولكن منذ الدورة الماضية تم تغيير موعد المهرجان بسبب ظروف كورونا وسيقام المهرجان فى دورته الحالية يوم 27 من الشهر الجارى.